ولما ذاع فضله في دوائر الحكومة وقع اختيارها عليه، فعينته عضوا في الجمعية التشريعية في أواخر سنة 1913م، ومما يجب ذكره هنا أنه في بادئ بدء الجمعية التشريعية حصل انقسام بين الأعضاء المنتخبين،
1
والحكومة وأعضائها
2
على اختيار أحد وكيلي الجمعية التشريعية للإنابة عن الرئيس إذا تخلف عن إحدى الجلسات، فكانت الحكومة وأعضاؤها ترغب اختيار الوكيل المعين من قبلها أن يكون عضدها الأيمن وساعدها القويم في تنفيذ رغائبها «وكان إذ ذاك صاحب الدولة عدلي يكن باشا وكيلها المعين»، والأعضاء المنتخبون يرغبون اختيار العضو الحر الذي اختارته الأمة بأسرها، وكان صاحب الدولة الزعيم الأكبر سعد زغلول باشا رئيس الوفد المصري في باريس، فوقف النائب الجريء سينوت بك حنا في المجلس وأعلن على رءوس الأشهاد انضمامه وموافقته مع الأعضاء المنتخبين على اختيار الوكيل المنتخب من قبل الأمة؛ ليمثلها تمثيلا حقيقيا ويعرف ما تحتاج إليه.
وجد الدساسون من هذه الحادثة فرجة يلجون منها إلى نفث سمومهم، حتى تمكنوا من تغيير أولياء الأمر على صاحب الترجمة الذي لم يتزحزح قط عن رأيه فقال له بعضهم: إن التشبث برأيك قد يضرك منصبك. فأجاب: إن رأيي لي ومنصبي لهم ولن أضحي لهم ما يدوم في سبيل ما يزول»، وهذا أكبر دليل على إخلاصه لأمته في كل أطوار حياته.
جهاده الوطني
وفي سنة 1918م هزته الأريحية الشماء والحمية الوطنية على المنادات بطلب الاستقلال التام وتحرير البلاد من رق العبودية قائلا:
أيا قوم ساءت حالنا فإلى متى
نظل عبيدا والأرقاء تعتق
Shafi da ba'a sani ba