ذلك الذي شهد المعارك الكبرى وجنى يافعا ثمر الوقائع يانعا خصوصا في حرب القرم، وناهيك بسيف الفخار الذي أهداه السلطان عبد الحميد سلطان تركيا لهذا البطل المغوار.
تولى هذا القائد الباسل في أيام إسماعيل حكمدارية عموم السودان، وجلس توفيق وهو متربع في دست الرياسة بمجلس الأحكام «أي: محكمة النقض والإبرام»، وهو الذي أنجب حسين فخري، وأحسن تربيته حتى دارت الأيام فكان الأب رئيسا لابنه في الدار ومرءوسا له في الديوان.
وذلك أن صاحب الترجمة امتاز وهو في كرسي النيابة بالمحاكم المختلطة، وقد صادفه التوفيق الخديوي، فارتقى منها طفرة واحدة إلى مسند النظارة في الحقانية، وكان أبوه حينئذ رئيسا لمجلس الأحكام، فكان فخري في الدار مثالا للولد البار، وفي الديوان ممثلا للرئيس المطاع.
تاريخ إجمالي وجيز لبطل الحروب والمعارك المغفور له جعفر صادق باشا حاكم عام السودان سابقا.
بماذا وصل إلى هذه المكانة التي يندر مثيلها
بالعلم الذي جعله سباقا إلى الغايات، وقد عرف له ذلك الفضل فكان يرعاه في حياته الرسمية وفي حياته العامة، وما زال يفتخر بخدمته إلى أن تولاه الله برحمته.
وقد قضى معظم سني حياته في دست الوزارة في مظهر يبهر الأنظار، ولكنها في الحقيقة لم تتجاوز نصاب الوسط وحد الاعتدال؛ لأنها لم تزد عن السبع والستين من الأعوام إلا قليلا، بخلاف أبيه الذي خاطر بالروح وبالجسم وقارع الدهر في حرب وسلم، فقد كان من المعمرين؛ لأنه عاش ما ينيف على السبع والتسعين سنة.
رحمهما الله رحمة واسعة ووهب الكنانة الكثير من أمثالهما.
ترجمة حضرة صاحب المعالي الوزير الجليل عزيز عزت باشا
سفير مصر في لندن ووزيرها المفوض
Shafi da ba'a sani ba