253

Tafiyar Farin Ciki

سفر السعادة للفيروزابادي

Editsa

أحمد عبد الرحيم السايح، عمر يوسف حمزة

Mai Buga Littafi

مركز الكتاب للنشر

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Inda aka buga

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Nau'ikan

فصل في القرض السلف
كان من العادة النبوية أنه يفي أحسن مما أخذ وأرجح، وأن يدعو له، ويقول: "بارك الله لك في أهلك، ومالك. إنما جزاء السلف الحمد والآداء" (١) واقترض مرّة من أنصارى مقدار أربعين صاعا من قوت، فاحتاج الأنصارى فجاء وطالب، فقال ﷺ: "لم يحضرنا شيء" فأراد الأنصارى أن يغلظ في الكلام، فقال ﷺ: "إحفظ لسانك ولا تقل إلا خيرًا فإنى خير من اقترض" (٢)، ثم بعد ذلك أعطاه أربعين صاعا قرضة فصارت الجملة ثمانين صاعًا، وجاءه في بعض الأيام غريم، فتقاضاه أشد تقاض، فأراد عمر بن الخطاب أن يؤذيه فقال ﷺ: "مه يا عمر، كنت أحوج إلى أن تأمرني بالوفاء، وكان أحوج إِلى أن تأمره بالصبر" (٣).
وفي مرّة أخرى جاء يهودى يتقاضاه دينًا، فقال له ﷺ: "لم يحل أجل دينك، فاصبر إلى أن يحل" فقال له اليهودى: أنتم يا بنى عبد المطلب صنعتكم الكذب في العدة، فجاشت الصحابة، وأرادو إهلاكه، فسكنهم رسول الله ﷺ، ودعاهم إلى الحلم، فقال اليهودى: قد شاهدت فيك جميع علامات النبوة. ولم يبق إلا واحدة وهي أنى كلما ردت على النبي جهلًا زاد حلمًا وعفوًا. فأردت أن أختبر ذلك وقد علمته. ودخل في دين الإسلام فهى حينه ﵁ (٤).

(١) لم نجده.
(٢) أخرجه الترمذي بنحوه حديث رقم (٢٤٠٨)، وأحمد في مسنده (٤/ ٤٨ و١٥٨ و٥/ ٢٥٩).
(٣) أخرجه الشيخان بمثله في انظر صحيح البخاري (ج ١٠ ص ٢٣٤ و٤٢٠، ٤٢١)، ومسلم برقم (١٠٥٧) وانظر رياض الصالحين (ص ٣٠٥ و٣٠٦).
(٤) انظر مسند أحمد (٣/ ٢٨٨)، وما بعدها والمستدرك للحاكم (٣/ ٥٧) وصحيح البخاري (٧/ ١٤٥)، وصحيح مسلم (١/ ١٨٩)، وسنن أبي داود (٣/ ١٢٦)، وسنن الترمذي (٥/ ٥٦٩)، وسنن ابن ماجة (١/ ٢٣١ - ٢٣٢).

1 / 262