Shafuka Daga Hakurin Malamai Kan Wahalhalun Ilimi da Samu

Abdul Fattah Abu Ghudda d. 1417 AH
105

Shafuka Daga Hakurin Malamai Kan Wahalhalun Ilimi da Samu

صفحات من صبر العلماء

Nau'ikan

150 - شهدنا فى هذه الصفحات: ان علوم الاسلام العظيم، لم تدون @ على ضفاف الانهار، وتحت ظلال الاشجار والاثمار، وانما دونت باللحم والدم وظمأ الهواجر، وسهر الليالى على السراج الذى لا يكاد يضئ نفسه، وفى ظل العرى والجوع وبيع الثياب، وانقطاع النفقة فى بلد الاغتراب، والرحل المتواصلة المتلاحقة، والمشاق الناصبة المتعانقة، والصبر على اهوال الاسفار، وملاقاة الخطوب والاخطار، والتية فى البيد والغرق فى البحار، وفقد الكتب العزيزة الغالية والاسفار، وحلول الامراض والاسقام، مع البعد عن الاهل والدار! فما اثر كل ذلك فى امانة علم اهلها، وما نقص من متانة دينهم، وما وهن من قوة شكيمتهم، وما اخلت خشونة العيش القاسية فيهم، بالحاق الحق والعدل الذى بين ايديهم، مع التفانى فى سبيله.

151- شهدنا من هذه الصفحات ان المكارم والمعالي، منوطة بالمكارة والمصاعب، ومحفوفة بالعقبات الصعداء، لا يعبر اليها الا على جسر من المشقة والتعب، ولاتقطع فيا فيها الا على راحلة الجد والنصب، وكما قال الامام يحيى بن ابى كثير: لا يستطاع العلم براحة الجسم. كما رواه عنه الامام مسلم فى صحيحه فى (باب اوقات الصلوات الخمس) 5:113

فمن طمحت نفسه الى مراقى هؤلاء الائمة، فواجب عليه ان يسير على المحجة التى سلكوها، ويخوض الغمرات التى خاضوها، وهى فى ابتدائها لا تنفك عن ضروب المشقة والكراهية والتاذى، ولكن متى اكرهت النفس عليها، وسيقت طائعة او مكرهة اليها: صبرت على لاوائها وشدتها، واستلانت ما استوعره غير ابناء بجدتها، وافضت من رحلتها هذه الى رياض مونقة، ومقاعد صدق رفيعة متالقة، ومقام كريم، ونعيم مقيم، تجد كل لذة كانت بلغتها قبل لذة هذا المقام: مثل لذة لعب الصبى بالعصفور، بالنسبة الى لذات الملوك وارباب القصور، كما قال:

Shafi 122