كان فعلا يجلس إليها كما يجلس الأب إلى ابنته ... وكان ينظر إليها ولنطاوعه الآن ... نظرات أب شفيق إلى ابنة رائعة الصبا ... بل لعله أحس بالأسى لأنه لم يتزوج في سن مبكرة، لتكون له ابنة مثل سامية بهاء ونضارة.
وقد يكون لمس يديها أكثر من مرة، وقد يكون ربت على خدها أكثر من مرة، ولكنه مع ذلك، كما يقول: لم يحس بها غير فتاة في سن ابنته، حتى نهض لينصرف.
وكان الليل قد بدأ يرخي سدوله في رفق ... وكانت أضواء الشارع تعكس ظلا باهتا على الشرفة، ولم تكن سامية قد أضاءت النور.
وقالت سامية: أتنصرف إلى موعد؟
وأجاب: أبدا، سأتسكع حتى يحين موعد السينما. - أي سينما تقصد ؟ - لا أعرف بعد .
ومرت فترة، وقالت سامية:هل تصحبني في نزهة قصيرة؟ ... إني لا أجرؤ على الخروج وحدي.
ووجد نفسه معها يوغلان بالسيارة في طريق الصحراء.
وبدت أنوار المطار - مطار القاهرة - من بعيد ... وكانت سامية تثرثر في شتى الموضوعات، وكان هو ينصت وقد وضع يده ... عفوا حول كتفها.
ولندعه يمضى في طريقه ... لو سألناه شيئا الآن لأنكر، ومن حقه أن ينكر، فالقصة ما زالت غامضة الخطوط ... غموض أفكاره السابحة في شتى الخواطر القلقة.
لندعه حتى يصل إلى المقهي المنعزل، وحتى يجلس هو وسامية في أحد أركانه يحتسيان عصير الفاكهة، بل لندعه حتى ينهضا ويعودا إلى السيارة، ويقفلا راجعين.
Shafi da ba'a sani ba