ويمضي زوج سنية في إحكام رباط رقبته، ولا يعلق بشيء، وتمضي سنية في الثرثرة.
وفي الوقت نفسه يجرع عبد السميع جرعة قوية من فنجان الشاي، ولا تكاد تستقر في جوفه حتى يقول لسعدية: عندما أعين مديرا للمصلحة، ستكون لدينا سيارة تحت أمرك ... سيارة لا ندفع فيها مليما ... لا تصليح ... ولا بنزين، المصلحة دي خيرها كتير قوي يا سعدية.
وتقول سعدية، وهي تختلس النظر إلى النافذة المقفلة، نافذة غرفتها: المهم هو أن نغير هذا المنزل ... أظن أن مركزك لا يسمح بأن نسكن في منزل حقير كهذا.
وفي حماسة، وفرح يجيب عبد السميع: المنزل؟ سنغير كل شيء يا سعدية ... هل تعرفين فيم أفكر الآن يا سعدية؟ إني أفكر في حالنا أنا وأنت لو انفصلنا ... لقد خلق كلانا للآخر يا سعدية.
ويخرج عبد السميع بك ذلك الصباح إلى مقر عمله، وقد علاه الانشراح، وبدا في وجهه الامتنان بالحياة.
أليست قصة عبد السميع بك ذات نهاية سعيدة؟!
قفص الدجاج
إنه الرجل ... الرجل الوحيد الذي دافع عن حقه، وأبى أن يظلم فنصره الله ... ***
المكتب الصغير المتواضع في الحجرة المتداعية الجدران.
هنا يجب أن أعيش بضع سنوات حتى يأذن الله بأن يتغير مصيري فأنتقل إلى مكان آخر.
Shafi da ba'a sani ba