قادته إلى الكابينة، وكانت محقة تماما. كانت أختها ترقد على السرير المجاور للباب. كانت عيناها نصف مفتوحتين، كانت قد ماتت لتوها.
قال الربان: «كانت الأشياء شبه مبعثرة، على النحو الذي تكون الأمور عليه في بعض الأحيان في مثل تلك الحالات. ومن خلال الطريقة التي استجابت بها للأمر عرفت أنها لم تكن في الكابينة عندما وقع الأمر؛ كانت في الخارج.»
لم ينبس الربان أو المرأة ببنت شفة. بدآ في العمل معا لترتيب الأشياء، وغسلا الجسد، ومدداه، وأغلقا العينين. عندما انتهيا، سألها الربان عمن يجب أن يبلغه بالأمر. قالت المرأة: لا أحد. لا أحد. قالت: لا يوجد أحد إلا نحن الاثنتين. سألها الربان: إذا هل ستدفنين الجثمان في البحر؟ قالت: نعم. قال: غدا؟ غدا في الصباح؟ قالت: لماذا يجب علينا أن ننتظر؟ هل نستطيع أن نقوم بذلك الآن؟
بالطبع كانت تلك فكرة جيدة، على الرغم من أن الربان لم يكن ليحثها على ذلك ما لم تقل ذلك بنفسها. كلما قل عدد الركاب الآخرين - أو حتى طاقم السفينة - الذين هم على دراية بوجود حالة وفاة على متن السفينة؛ كان ذلك أفضل. كان الطقس حارا، صيفا في جنوب المحيط الأطلنطي. قاما بلف الجسد في إحدى الملاءات، وحملاه عبر النافذة، التي كانت مفتوحة على مصراعيها لدخول الهواء. كان جثمان الأخت الميتة خفيفا، ضعيفا. حملا جثمانها إلى سياج السفينة. ثم قال الربان إنه سيذهب ليأتي بحبل ليربط الجثمان في الملاءة بحيث لا تنفصل عنه عندما يقذفانه. قالت: ألا يمكننا أن نستخدم أوشحة؟ ثم هرولت إلى الكابينة وجاءت حاملة مجموعة من الأوشحة التي كانت جميلة جدا. ربط الجثمان في الملاءة بهذه الأشياء وقال إنه سيذهب ليأتي بالكتاب المقدس؛ ليقرأ على الجثمان صلوات الموتى. ضحكت المرأة وقالت: ما فائدة الكتاب المقدس هنا؟ المكان مظلم تماما. كان يرى أنها كانت تخشى أن تترك وحدها مع الجثمان. كانت محقة - أيضا - في أن المكان كان مظلما جدا بما لا يسمح بالقراءة. كان يستطيع إحضار كشاف. لم يعرف إذا ما كان قد فكر في ذلك من قبل قط. لم يرغب حقيقة في أن يتركها، لم تعجبه الحالة التي كانت عليها.
سألها عما يجب أن يقوله إذا؛ بعض الصلوات؟
قالت: قل ما شئت. فتلا الصلاة الربانية، لم يذكر إذا ما كانت قد شاركته الصلاة أم لا. ثم قال شيئا مثل: أبانا المسيح، باسمك نواري هذه المرأة في الأعماق، رحماك بروحها! شيء من هذا القبيل. أمسكا بالجسد ثم ألقياه من فوق السياج. لم يحدث الجثمان ضجة كبيرة عندما ألقي في الماء.
سألت إذا ما كان هذا هو كل ما في الأمر، وأجابها بالإيجاب. كان عليه أن يملأ بيانات بعض الأوراق ويكتب شهادة الوفاة. سأل: ما كان سبب الوفاة؟ هل كانت نوبة قلبية؟ تساءل في نفسه عن أي ذهول كان فيه بحيث لم يسل عن ذلك قبل ذلك.
قالت: بل قتلتها.
صرخت جينين قائلة: «كنت أعلم! ... كنت أعلم أنها حادثة قتل!»
اصطحب الربان المرأة إلى المقعد تحت نافذة الكابينة - المضاءة مثلما في الكريسماس - وسألها عما كانت تعني. قالت إنها كانت جالسة هنا، حيث هي الآن، وسمعت نداء أختها. كانت تعلم أن أختها كانت تمر بنوبة. كانت تعلم ماذا لديها، كانت أختها في حاجة إلى حقنة. لم تتحرك البتة. حاولت أن تتحرك. بعبارة أخرى: ظلت تفكر في التحرك، رأت نفسها تذهب إلى الكابينة، وتخرج الحقنة، رأت نفسها تفعل ذلك، لكنها لم تكن تتحرك. جاهدت نفسها أيما جهاد لتتحرك، لكنها لم تتحرك. جلست كالحجر. لم تكن تستطيع الحركة مثلما لا يستطيع المرء الحركة بعيدا عن مصدر خطر ما في الأحلام. كانت جالسة تستمع حتى علمت أن أختها ماتت. ثم جاء الربان فنادته.
Shafi da ba'a sani ba