Sacredness of a Muslim to Another
حرمة المسلم على المسلم
Nau'ikan
وقال أيضًا: «إنَّ بين يدي الساعة لهرجًا»، قال: قلت: يا رسول الله ما الهرج؟ قال: «القتل»، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا فقال رسول الله ﷺ: «ليس بقتل المشركين، ولكن يقتل بعضكم بعضًا، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته» فقال بعض القوم: يا رسول الله، ومعنا عقولنا ذلك اليوم فقال رسول الله ﷺ: «لا، تنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم» (١) .
فعلى المسلم أن يبتعد عن الفتن كل الابتعاد؛ لأنَّ النَّبيَّ ﷺ أرشد أمته إذا أدركوا الفتن أو أحسوا بالفتن أنْ يبتعدوا عنها كل الابتعاد، وأنْ يهربوا منها كل الهرب؛ لأنَّ الفرار من الفتنة من الدين؛ لذا بوّب البخاري في صحيحه: باب من الدين الفرار من الفتن (٢) .
أخي المسلم الكريم، إنَّ المسلم ينبغي له أنْ يحذر من الدخول في الفتن، وأنْ يستعيذ بالله تعالى منها -فقد كان عمار بن ياسر يستعيذ من الفتن - وأنْ يحذر أنْ يشارك فيها بقول أو فعل أو رأي أو بغير ذلك؛ فإنَّ الفتن إذا صارت لم يسلم منها أحد إلا مَن رَحِمَ اللهُ.
(١) أخرجه: ابن ماجه (٣٩٥٩) من حديث أبي موسى الأشعري ﵁، وهو حديث صحيح. (٢) صحيح البخاري ١/١١.
1 / 56