Sacredness of a Muslim to Another
حرمة المسلم على المسلم
Nau'ikan
والغيبة خصلة ذميمة لا تصدر إلا عن نفس دنيئة، وهي كما عرّفها النبي ﷺ بقوله: «ذِكركَ أخاك بما يكرهُ» (١)، وهي محرمة بل هي كبيرة من الكبائر وقد ذمها الله ﷾ بالقرآن العظيم فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: ١٢]، ولا تقتصر على الكلام باللسان، وإنما كل حركة أو إشارة أو إيماءة أو تمثيل أو كتابة في الصحف أو على الإنترنت، أو أي شيءٍ يفهم منه تنقص الطرف الآخر؛ فكل ذلك حرام داخل في معنى الغيبة، والإثم يزداد بحسب الملأ وكثرتهم الذين يذكر فيهم المغتاب (٢) .
واعلم أخي المسلم: أنَّ الغيبة خسارة كبيرة في حسنات العبد؛ فالمغتاب يخسر حسناته ويعطيها رغمًا عنه إلى من يغتابه، وهي في نفس الوقت ربح للطرف الآخر؛ حيث يحصل على حسنات تثقل كفته جاءته من حيث لا يدري؛ لذا قال عبد الله بن المبارك - وهو أحد أمراء المؤمنين في الحديث -: «لو كنت مغتابًا لاغتبت أمي فإنها أحق بحسناتي» (٣) .
_________
(١) أخرجه: مسلم ٨/٢١ (٢٥٨٩) (٧٠) من حديث أبي هريرة ﵁.
(٢) المغتاب: اسم فاعل ومفعول يدل على الذي يقوم بغيبة الناس، ويدل على الذي تقع عليه الغيبة.
(٣) فيض القدير ٣/١٦٦ للمناوي.
1 / 2