Farin Ciki na Sa'a
سعد السعود
Shekarar Bugawa
1363 AH
صار مثلا لمن بقي وغبر ان في ذلك والله لعبرة لذوي النظر فينبغي ان لا ييأس الضعيف من فضل الله البر اللطيف إذا أرى القوى وعاجزا عن حال من الأحوال ان الله تعالى يعطى الضعيف من القوة ما لا يعطى أهل المقامات العاليات في الأعمال وهذه المرأة المعظمة أم موسى حجة على من كلف بمثل تكليفها أو دونه أظهر الفجر عنه وحجة على من وعده الله جل جلاله بوعود فلم يثق بها ولم يفعل كما فعلت أم موسى في الثقة بالوعد انه يعيد ولدها إليها وفيه توبيخ وتعنيف أن يكون الرجال القوامون على النساء دون امرأة ذات برقع وخمار في طاعة سلطان الأرض والسماء.
فصل فيما نذكره من الجزء الرابع من الوجهة الأولى من القائمة الثالثة من الكراس الثالث والعشرين من المجلد الثاني منه قوله جل جلاله {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون} ذكر جدي الطوسي ان القريتين، مكة، والطائف وان الرجلين الذين وصفهما الكفار بالعظمة في قول ابن عباس الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي من مكة وحبيب بن عمرو بن عمير الثقفي وقال مجاهد يعني بالذي من أهل مكة (عتبة بن ربيعة) والذي من أهل الطائف ابن (عبد يا ليل) وقال قتادة الذي من مكة يريد الوليد بن المغيرة والذي من أهل الطائف كنانة ابن عمر وإنما قالوا ذلك لان رجلين كانا عظيما قومهما وذوا الأموال الجسيمة فيهما فدخلت الشبهة عليهم واعتقدوا ان كل من كان كذلك كان أولى بالنبوة وهذا غلط لأن الله تعالى يقسم الرحمة بالنبوة بين الخلق كما قسم الرزق في المعيشة على حسب ما يعلم من مصالح عباده فليس لا حد ان يحكم في شئ من ذلك، فقال تعالى على وجه الإنكار عليهم والتهجين لقولهم أهم يقسمون رحمة ربك أي ليس لهم ذلك.
يقول علي بن طاووس: لو كان التعظيم بكثرة الأموال وكانت أموال
Shafi 76