العقل بصاحبه بمرآة الكشف بصونه عن الجحود وأوقد له نور مشكاة الفضل ليشغله بالنظر بخدمت مالك الوجود وواهب ذلك الجود فشرع العبد ينفق ذخائر تلك المواهب في نمط الواهب وينازع في المطالب ويعارض في الباري فستره مولاه عن نظر الشامت وقيده بالألطاف عن اختياره المتهافت ثم فتح له باب التوبة ليدخل بها عليه وبذل رشوة على الصلح له والتقرب إليه فرمى بأستاره وحل القيود المانعة من سوء ايثاره وسد باب القبول ورمي بالرشوة رمي المرذول وسعى هاربا إلى عدو مولاه وسيده يراه وأثر أن يكون كبعض الدواب وان يعزل عن ولايته رب الأرباب وصار يجتهد على المعاذير الباطلة ويحيل بتغيره إلى المعاذير الخاذلة ولسان حال الاعتذار يوافقه وينادي عليه أنت كاذب على الله وها انا اختيارك ادخل بي أين شئت من أبواب القرب إليه وينهى العقل بلسان حال رياسته ودولته، فقال ما زلت كاشفا لك عن سعادتك بخدمة مولاك وطاعتك وعن شقاوتك يبعدك عنه ومفارقته ونهضت جوارحه شاهدة عليه انها مطيعة له فيما يصرفها إليه واجتمعت النعم المختصة به والمشاملة له تذكره بها وتحثه على طاعته وما وهبها له المالك.
أشهد له جل جلاله بما استرضاني للشهادة به من وجود وجوده فيما استرعاني من تأهيل لحفظ عهوده والثقة بوعوده وأكاد أعجب من تشويقي بدخول حفرة العلم به، والعمل له ولا أعجب لجوده الذي قد عم العارف به والجاحد له ويناجيني لسان حاله ما خلقني منه من التراب، ويقول من كان يقدر غير رب الأرباب ان يهب لي منى أو يهب لي نورا يضئ به ظلمة جسدي الخراب ويخرق حجب الغفلات ويشرق حتى أشاهد ما أرانيه من المعلومات ويكون قائدا لعمى الطين والماء المهين، إلى مسالك الممالك والتمكين وسمعا لصم العلقة والمضغة وطبقات التكوين حتى يسمع وحي العقل والنقل ويفيق من سكرات الغفلة والجهل ويرى وجه كمال جمال جلال الاقبال ويدخل جسمي الاتصال بوصال أفضال مالك الآمال ويجلس
Shafi 2