71

Farin Ciki Mai Yawa

سعادة مفرطة

Nau'ikan

كانت النزهة على شرف أول مقال ينشر لأليكس منفردا في «مجلة الجيومورفولوجي (علم تشكل الأرض)». كانوا يتجهون إلى أوسلر بلاف؛ لأن المقال يسهب في وصفها، ولأن سالي والأطفال لم يروها من قبل.

ساروا بالسيارة بضعة أميال على طريق ريفي وعر - بعد أن انعطفوا من طريق ريفي ممهد لكن غير مرصوف - وكان هناك مكان للسيارات، خال من السيارات في الوقت الحالي. كانت اللافتة مطلية بغير إتقان على لوح خشبي واحتاجت إلى ترميم: احذر، حفر-عميقة.

فكرت سالي: لماذا هذه الشرطة؟ لكن من يهتم؟

بدا المدخل إلى الغابة عاديا جدا ومطمئنا. أدركت سالي بالطبع أن تلك الغابات فوق جرف عال، وتوقعت مشهدا مرتفعا مخيفا في مكان ما . لكنها لم تتوقع أن تجد المنطقة المسيجة أمامهم مباشرة تقريبا.

فجوات وحفر عميقة حقا، بعضها بحجم الكفن، والآخر أكبر من ذلك، وكأنها غرف اقتطعت من الأحجار. تتلوى الممرات بينها وتنمو نباتات السرخس والطحالب على الجانبين. ومع ذلك لم ينم ما يكفي من النبات لكي يصنع غطاء من نوع ما فوق الحصى الذي بدا بعيدا جدا إلى الأسفل. مضى الطريق يتلوى بينها، فوق أرض قاسية أو رفوف من صخر ليس مستويا كليا.

جاء نداء الولدين؛ كنت وبيتر، تسعة وستة أعوام، وهما يجريان في الأمام: «أووييي.»

قال أليكس: «لا ركض متهور هنا؛ لا استعراضات غبية، هل تسمعان؟ هل تفهمان؟ أجيباني.»

أجابا أن نعم، وتقدم أليكس يحمل سلة الطعام بعد أن تصور على ما يبدو أنهما لا يحتاجان إلى مزيد من التحذيرات الأبوية. مشت سالي بخطوات متعثرة بسرعة أكبر من قدرتها، بحقيبة الحفاظات ووليدتها سافانا. لم تستطع أن تبطئ حتى يظهر ولداها أمام عينيها؛ إذ رأتهما يهرولان ويلقيان نظرات جانبية على الفجوات السوداء، وهما لا يزالان يصدران صيحات رعب مبالغا فيها لكن مكتومة. كانت تنادي عليهما بإنهاك ورعب ونوع مألوف من الغيظ المتسرب تدريجيا إليها.

لم يظهر المنظر العلوي إلا بعد أن مشيا عبر تلك الطرق القذرة والصخرية مسافة بدت لها نصف ميل، وكانت على الأرجح ربع ميل. ثم كان هناك توهج، وظهرت السماء فجأة، وتوقف زوجها في المقدمة. أطلق صيحة الوصول متباهيا، وصاح الولدان بانبهار حقيقي. وجدتهم سالي - بعد أن ظهرت من الغابة - يصطفون على جرف فوق مستوى رءوس الأشجار - فوق مستويات عديدة من رءوس الأشجار كما اتضح - مع حقول صيفية تنتشر إلى بعيد، تتلألأ بوميض أخضر وأصفر.

ما إن وضعت سالي رضيعتها على البطانية حتى بدأت سافانا تبكي.

Shafi da ba'a sani ba