Yaron da Yake Fuskar Wata
الصبي في وجه القمر: رحلة استكشاف أب لحياة ابنه المعاق
Nau'ikan
لكن جوانا تدعي أن لديها إلهاما تكشف لها من حالة ووكر، فتقول: «أحيانا لا يكون الأمر اختيارا بين الصواب والخطأ، لكنه أحيانا اختيار بين السيئ والأقل سوءا. وكان هذا يلهمني أن بعض الأمور لا يمكن إصلاحها.»
قد تغير رأيها.
ماذا كان يحدث لزواجنا؟ في كثير من الأيام بدا الأمر كما لو أنني رجل مصاب بمرض مزمن لا يعلم به، يزداد ضعفا ووهنا، ولكنه مع ذلك يذهب إلى العمل كل يوم.
ذات صباح، قالت لي جوانا موضحة الحالة المزاجية السيئة المتبادلة بيننا: «نطلب من أنفسنا الكثير جدا فيما يخص رعاية ووكر، أما حين يتعلق الأمر برعاية كل منا الآخر، فلم يعد يتبقى لنا شيء.»
تتراوح تقديرات عدد الزيجات التي تفشل بسبب رعاية طفل معاق من 60 إلى 80 في المائة، والزيجات التي نجحت في الاستمرار، وفقا لدراسات أخرى، هي تلك التي كانت الأقوى في مواجهة التحدي. ليس لدي فكرة بشأن دلالة أي من النتيجتين السابقتين. في حالتنا توجد مشاعر الاستياء مثل الغبار الدقيق فوق كل شيء، ولكن فكرة تخلي بعضنا عن بعض غير واردة على الإطلاق؛ فلا سبيل لرعاية ووكر إلا إذا قمنا بذلك معا.
مع تقسيم الليالي بيننا، أصبحنا مثل زملاء السكن أكثر منا زوجا وزوجة. كنت أرى جوانا في المنزل في الصباح، تحمل الحفاضات وأكياس التغذية وتتجه خارجة من الباب إلى المواعيد المحددة، وتحمل بين ذراعيها الولد نائما، وبالليل مرة أخرى بينما هي تهدهده على ركبتيها أو تبعده عن واجب هايلي المنزلي أو اللبن الصناعي الموضوع في أنبوب التغذية، أو أراها (في اللحظات الممتعة حين يكون نائما) تجلس إلى الطاولة المصنوعة من خشب الصنوبر في المطبخ، وكوب الشاي بجانبها، وتختلس الوقت لقراءة الصحيفة (لا أحبذ ذلك بالطبع؛ لأني ليس لدي الوقت لقراءة الصحيفة، كما هي لا تحبذ ذلك حين نتبادل الأدوار). كوب الشاي الذي بجانبها: فكرت في هذا كثيرا حين كنا محطمين لدرجة أننا لا نستطيع التحدث، وكيف أنها تعيد تسخينه أكثر من مرة خلال اليوم، وتضعه بجوارها دائما، مثل المرهم أو الدواء المنشط الذي يعينها على القيام بواجباتها. أصبحت أعرف جيدا الأرواب التي ترتديها: الكيمونو الطويل الذي اشتريته لها من معرض المصنوعات، والروب الياباني القصير فيروزي اللون، والروب الحريري القصير الذي كانت ترتديه في الصيف، والروب القطني الأسود متعدد الأغراض الذي كانت ترتديه حين يهب الشتاء على المنزل. «زوجتي»، تلك الكلمة القديمة؛ أم طفلاي، أم ووكر. (حلت المرارة مرة أخرى، أرادت طفلا آخر. أدرك أني كنت جزءا من هذا الحمل، ولكن هذا لم يمنعني من إلقاء اللوم على الجسم الذي أدى إلى قدوم ووكر للحياة.) كانت جوانا تراني من نفس الزاوية المشتتة والمبتلاة، كانت تعمل في البيت، أما أنا فلا. كانت لدي فرصة الخروج كل يوم، ولكنها لم تتهرب قط من الأعباء الملقاة على عاتقها. وسمعت أحد الأصدقاء مرة في حفلة كوكتيل بعدما سألني كيف نتصرف في هذا الوضع، يقول: «هي تفعل كل شيء.» امتعضت من هذه الفكرة؛ لأني كنت أعرف أنها غير صحيحة: كانت جوانا دائما وإلى حد كبير هناك، ولكن لأنها كانت تأخذ كل شيء على أعصابها، فالنوبة الحادة من الألم أو المرض أو التعاسة لووكر تصيبها بحزن شديد، ويمكن لحزنها هذا أن يشل حركتها تماما. وفي أوقات مثل هذه كنا نعتمد على قوتي الداخلية وثباتي الانفعالي.
أحيانا أكون مرهقا لدرجة أنني لا أستطيع أن أحييها في الصباح، وأكون سيئ المزاج غالبا؛ وهي مثل شخص ما من العمل تراه في الشارع، تومئ برأسك إليه ثم تحييه وتبتسم له، ثم يذهب كل منكما إلى حاله. (كانت تقول: «صباح الخير.» بينما أتعثر في دخولي المطبخ، وأنخر ردا على التحية. وتقول هي مرة أخرى: «صباح الخير».) كنت أحبها، ولكن من الصعب سداد اعتبارات القيمة المضافة، والانزلاق في هذا الجميل أو اللطف غير المتوقع العرضي الذي يحافظ على تماسك أي زواج يدوم. كنت أراها، وأرانا، يبتعد كل منا عن الآخر، من بعيد: هناك أشياء أسوأ، ولكن هذا لا يتغير أبدا على ما يبدو.
كانت، ولا تزال، المفاوضات حول ووكر مستمرة، لا تنتهي. تسأل زوجتي: «هل يمكن أن تأخذ ووكر إلى موعده مع اختصاصي الوراثة/ الأسنان/التغذية/العلاج الطبيعي/أو أيا ما كان يوم الأربعاء؟» فهي منظمة ومباشرة، ولكني أفضل أسلوبا أكثر «حيادية» وأقول لها: «لووكر موعد مع اختصاصي الوراثة/الأسنان/التغذية/العلاج الطبيعي/أو أيا ما كان غدا!» تاركا طلبي يفهم ضمنيا.
نتجادل فيمن سيأخذه، ومن أخذه المرة السابقة، ومن يعمل أكثر أو أقل، ومن لديه موعد نهائي لعمل ما ، ومن يسهم أكثر. والحديث عن المال مثير للجدل جدا، ويبدو من المستحيل أن تسهم جوانا أكثر مما تفعل، ولكني لا أدري أين أجد الطاقة الزائدة في نفسي لأساعد بها. لدينا لحظاتنا الخاصة، لحظاتنا الحميمية، ولكنها نادرة وعاجلة جدا مثل الهلاوس. لا يمكن لأحد أن يقول إننا لسنا زوجين حقيقيين.
من الناحية النظرية، قد يجمع وجود طفل معاق الأسرة معا؛ مشروع مشترك، تحد مشترك، رابطة واحدة. أما من الناحية العملية، يحرمنا ووكر من أية خلوة كنا نتمتع بها من قبل؛ إذ كنا نتمتع بالخصوصية وكنا انطوائيين ومحبين للقراءة والتأمل، وبدلا من أن يجمعنا ووكر، فهو يفرقنا، ويقلل من خصوصيتنا ويزيد من انعزالنا في الوقت نفسه؛ مما يجعلنا نلهث من أجل الحصول على ملاذ لا يوجد فيه إزعاج، ولا مفاجآت. كثيرا ما أخشى أني لن أقرأ كتابا كاملا مرة أخرى؛ فبدا تركيزي مشتتا باستمرار، وتخليت عن خططي منذ فترة كبيرة في امتلاك كوخ أو منزل لقضاء الإجازات فيه؛ فكل همنا هو أن يذهب ووكر لمواعيده الطبية.
Shafi da ba'a sani ba