Yaron da Yake Fuskar Wata
الصبي في وجه القمر: رحلة استكشاف أب لحياة ابنه المعاق
Nau'ikan
استنتجت أنه كان يفهم الكلمات «التقط» و«تعال» و«توقف» و«اترك هذا»، والتي كانت أكثر مما علمته في السنوات التي عاش فيها معنا. قالت لي تريش: «في رأيي ووكر ألطف من بعض الأطفال الذين تعاملت معهم، ولكن المجهول في ووكر يجعل التعامل معه أصعب، فيمكن لووكر أن يدخل في علاقة؛ يمكنه أن يدخل في حوار على نحو ما، فلديه إحساس بذاته.» كان يعلم من يمكن أن يستمر معه في الحوار، ومن لا يستجيب، فقد كان لطيفا مع من يكون لطيفا معه. «ولكن مع ووكر، إذا حدثت مشكلة، فأنت لا تعرف كيف تحلها.»
كان أيضا لتريش تصور عن مستقبل ووكر، ومما جعلني أشعر بالارتياح أن هذا التصور كان يبعث على التفاؤل، ويشير إلى أن الآخرين يمكن أن يروا فيه شيئا. قالت تريش مساء أحد الأيام: «لن يحصل ووكر أبدا على وظيفة.» كنا نجلس في غرفة المعيشة الرئيسية لبيتها في ضاحية بالمدينة، وهي غرفة لم يكن يبدو عليها أنها كانت تستخدم كثيرا. «ولن يحصل على مرتب. ولكن الأمور تتغير مع ووكر، ودون إتاحة الفرصة له لرؤية أشياء جديدة، فلن يتقدم. إنه يتعلم، ويدلك على ذلك الأصوات التي يصدرها، والآن حين تطلب منه أن يضرب كفك بكفه عاليا، فإنه يفعل ذلك. هذا أمر مهم، وفي رأيي مهم جدا، ولا أرى أنه وصل إلى الحد الأقصى فيما يتعلق بالنمو؛ فهو يستمع باستمرار، كل ما هنالك أن الأمر يستغرق منه وقتا أطول لاستيعابه.»
بعد بضعة أشهر، أخبرتنا تريش أخبارا غير سارة؛ فقد وجدت مزرعة هي وكوري في شمال المدينة بالقرب من عمله، والآن أصبح بإمكان كوري أن يعيش ويعمل في نفس المنطقة، وكان هذا يعني أنه يمكن أن يبقى في البيت لفترة أطول، ولا يضيع وقتا طويلا في الذهاب إلى العمل والعودة منه، وأنه أصبح بإمكانهما تدبير أمورهما الأسرية، وإنجاب أخ أو أخت لابنتهما. وبعد الكريسماس، ستتوقف تريش عن رعاية ووكر، فيما عدا بعض المناسبات الخاصة. كانت هذه خسارة أخرى، بعد جيرمين (الذي تعرض لإصابة خطيرة في ظهره)، وتانيا (التي وضعت طفلا)، ولكن ويل كان لا يزال هناك، وسيكون هناك شخص جديد ونحن معه، لنكون المجتمع المستمر لووكر.
أكدت تريش أنه سوف يتجاوز الأمر: «عندما وصلت إليه في إحدى الليالي - وكان يوم سبت - كان يركل ويصرخ، ولكنه يكون أجمل طفل في العالم حين يكون سعيدا وراضيا، وحين يبتسم، فابتسامته تجعل قلبك يرق. هذه الابتسامة الصغيرة البلهاء، تلك النظرة الجانبية. وأحيانا يوقفني الناس وهو معي ويسألونني: «هل تحتاجين إلى مساعدة؟» وأحصل منهم على نظرة العطف، هل تعرفها؟ هذا ليس مهما؛ لأنك إذا رأيت نظرته السعيدة، فلن تنظر إليه نظرة الشفقة.»
الفصل الرابع عشر
يجعلني ووكر أعيش في الحاضر؛ فهو لا يترك لي خيارا. لكنه نتاج الماضي، مثل أي شخص آخر.
إن تاريخ رعاية المتأخرين عقليا هو قصة معاناتنا مع اللامعقول، صراعنا مع ما يخيفنا، سعينا للتغلب على ما نواجهه، وهناك دليل أثري على أن إنسان نياندرتال كان يرعى أفراد قبيلته من المعاقين بدنيا (أظن أن التأخر العقلي لم يكن ملحوظا في ذلك الوقت)، بيد أن تلك اللحظات نادرة بلا ريب في مسار تاريخ الإنسان المتحضر، فشعارنا الذي نألفه أكثر هو «البعيد عن العين، بعيد عن القلب.» وصل وأد الطفل المعاق إلى ذروته عندما كانت الحاجة لذلك في أدنى مستوياتها؛ في ذروة مجد أثينا ونفوذها، وكان أفلاطون وأرسطو (لأسباب مختلفة) هما من أشارا إلى ضرورة قتل المشوهين بعد ولادتهم مباشرة. وفي هذه الأثناء في إسبرطة كان من حق الأب أن ينهي حياة طفله الضعيف. وكان المعاقون عقليا يربون في الظلام في روما؛ إذ كانوا يعتقدون أن هذا علاج لهم، على الأقل حتى اعترض على تلك الممارسة الجراح الروماني سورانوس (باسم كهذا، كيف لا يكون طبيبا؟) الأب الروحي لطب أمراض النساء وطب الأطفال. علاوة على ذلك فقد أكد على أن دهن رأس المعاقين عقليا بزيت الزعتر ونبات الجلنسرين لن يؤدي لشفائهم.
في اللغة اليونانية القديمة، تعني كلمة
idios
شخصا منعزلا أو لا سبيل لمعرفته؛ ومن هنا جاءت كلمة
Shafi da ba'a sani ba