سليمان
ودار حوله، ثم انحرف في شارع
قصر النيل
حتى ميدان
التحرير ، وفي هذه المرة اتجه إلى بيته وتركنا السيارة في الجراج وأخذنا المصعد إلى مسكنه. قادني إلى غرفة مكتبه. وجدته قد أقام جدارا وسطها زوده بباب سميك من الخشب، وقال إنه يريد أن يسمعني آخر ما كتبه. أحضر جهاز تسجيل صغير الحجم وأداره. جلست أسمع وأنا أتأمل وجهه الشاحب وشعره الذي امتلأ بالبياض. أتاني صوته مجهدا ينطلق بصعوبة ويتعثر مرات حتى يوشك أن يتوقف، ثم يشحن بالقوة بضع لحظات قبل أن يتعثر من جديد. أشعلت سيجارة عندما انتهى، وقال إنه يبلغ الأربعين في الشهر القادم، وقال إنه استطاع أن يفلت من أخطار السنوات الماضية وهذه هي النتيجة. قلت إني سأتركه الآن ليستريح فهو يبدو متعبا، وقبلته في جبهته ونزلت إلى الشارع، وأخذت التروللي باس إلى وسط البلد. ذهبت إلى مكتب
سالم ، ووجدته في طريقه للانصراف. قال إنه اكتشف أن أعز أصدقائه كان يسرقه طول الوقت. مشينا سويا إلى منزله ودعاني إلى الصعود معه. اشتريت حلوى لابنه وفتح لنا الصبي الباب. أعطيته الحلوى وأنا أتأمل تعبير الاضطراب الذي لا يغادر وجهه أبدا. جلسنا في الصالة، وكانت زوجة
سالم
منحنية أمام مجلة موضة على المائدة وأمامها مقص كبير وعدة أفرخ من الورق. قالت إنها تريد أن تصنع فساتينها بنفسها، وكانت ترتدي بيجامة مزركشة، وعندما اعتدلت واقفة بدا صدرها مترهلا، وقالت إنها تود أن تذهب إلى السينما. دخلت ترتدي ملابسها، وعاد صدرها يقف متحديا. ذهبنا إلى سينما
أوبرا
وكان بها فيلم اسمه «
Shafi da ba'a sani ba