كامل
الجديد، وإنه كان في سيناء أيام العدوان وعاد من هناك إلى مستشفى للأمراض العصبية، وإن لوحاته الجديدة مختلفة تماما وكلها عبارة عن خطوط لأشباح عظمية تتلوى، وقال إنها من الناحية الفنية امتداد للخطوط التي ظهرت في بعض لوحاته عن السد العالي. وذهب
رمزي
لينام. أطفأت النور ونمت على الفور، وعندما استيقظت في الصباح وجدت أنفي ملتهبا. أعد لي
رمزي
كوبا من الشاي قبل أن يخرج، واغتسلت، ثم لجأت إلى الأريكة وأحكمت الغطاء حولي. بسطت أطرافي كلها وأقمت الوسادة خلفي وأسندت رأسي إليها. عدت إلى كتاب
جوجان ، ودق جرس التليفون عدة مرات فلم أرد. وعند المغرب قمت فأعددت حساء تناولته بعد أن عصرت فيه كمية كبيرة من الليمون الذي أحضره
رمزي
معه، وشعرت أن حدة الزكام قد خفت. عدت إلى الأريكة فاستغرقت في النوم واستيقظت على جرس التليفون. رفعت السماعة ووضعتها على أذني. تبينت صوت زوجة أخي فدعكت عيني، ومددت يدي أبحث عن علبة السجائر، وكانت تسألني عن معنى هذا، ولماذا لم أتصل بها، ولماذا ذهبت هكذا مرة واحدة دون أن أذكر لها شيئا، وأين كنت طوال اليوم والأمس. وقالت إنها ظلت تطلبني هنا وفي الجريدة دون جدوى، وقالت إن أخي مدهوش من تصرفي. سكتت لحظة، ثم قالت: لماذا لا ترد؟ ظللت صامتا، ثم قلت فجأة إني سئمت هذا كله وأريد أن أنهي كل شيء. قالت بعد قليل: ماذا حدث؟ قلت: لم يحدث شيء. قالت: هل تعني أنا وأنت؟ قلت: تماما. سكتت قليلا، ثم قالت: كما تريد. ووضعت السماعة، وضعت السماعة من ناحيتي وقمت إلى الحمام، ثم عدت واستلقيت على الأريكة. تناولت كتاب
جوجان
Shafi da ba'a sani ba