وذهبتا إلى الكازينو المجاور. قلت إني ذاهب إلى الجريدة وربما أكلمها من هناك. صعدت إلى الأوتوبيس ووقفت بجوار فتاة ممتلئة الجسم ، ولم يكن الزحام شديدا . فككت أزرار معطفي، وانتهزت فرصة مرور المحصل فالتصقت بها، ثم ابتعدت وتطلعت حولي. لم يكن أحد ينظر إلي، وكانت هي الأخرى تتطلع حولها دون أن تنظر ناحيتي. وتوقف الأوتوبيس فجأة في إشارة مرور فطوح بنا جميعا، وانتهزتها فرصة لأعاود الالتصاق بها. استدارت هي قليلا حتى أصبح جسمها كله على ساقي، وبقينا هكذا فترة، ثم خلا المقعد المقابل فجلسنا متلاصقين وقد تلامست ركبتانا. وبعد لحظة أبعدت ساقيها في هدوء، وانصرفت إلى تأمل الطريق من النافذة. أشعلت سيجارة وأنا أنظر أمامي في لوح الزجاج المظلم المثبت خلف السائق، ونزلت أمام
الأمريكين . دخلت الحانوت وأكلت قطعتين من الحلوى، ولمحت
سلوى
تشتري صندوقا من الشوكولاتة. مشينا سويا إلى الجريدة، وكان المارة يتمهلون ليحدقوا فيها. كانت بيضاء ممتلئة، جعل الكحل عينيها في سعة الفنجان، وأوشك شعرها الأسود الفاحم أن يغطي إحداهما. وكانت تتابع من ينظرون إليها ببصرها، ورأيتها تتطلع باهتمام إلى شاب مفتول العضلات توقف في منتصف الطريق ينظر إلينا، ثم تأملت بفضول شابا وفتاة يسيران متلاصقين. كانت تكلمني وهي تتابع يد الشاب تمتد لتحيط بكتف الفتاة. وأخذنا المصعد سويا. دعتني إلى الصعود معها إلى مكتبها فقلت إني سأفعل بعد قليل، وغادرتها في الطابق الذي يقع به مكتبي. مررت بغرفة الرسامين وتطلعت داخلها بحثا عن امرأة لا أعرفها ذات عينين سوداوين لامعتين كانت قد ابتسمت لي من يومين فلم أنم ليلة بكاملها. لم أجدها، فولجت الصالة التي يقع مكتبي في نهايتها. جلست بمفردي أمام أربعة مكاتب خالية، وأتاني ضجيج المطبعة من أسفل، وخلفي أدار أحدهم جهاز راديو، وكان
عبد الحليم حافظ
يغني بحماس: مشغول وحياتك مشغول.
الفصل الثالث
أفرغت
كوب البيرة ووقفت، وتناول
رمزي
Shafi da ba'a sani ba