فركزت بصري الثمل في عينيها الحائرتين، وقلت: إني أعرف من أريد ولا حاجة إلى البحث.
فتساءلت وهي تغوص في الحصار: ماذا تعني؟
فقلت باستسلام وضراعة: ملك، أنت الزوجة التي أريد.
غضت بصرها وقطبت دون أن تنبس، فرجعت أسأل في إلحاح: ما رأيك؟ - أهذا ما رجعت من أجله؟ - أي نعم. - يا للفضيحة! - الفضيحة؟ - لا أدري ماذا أقول. - إنه مطلب طبيعي ولا فضيحة فيه على الإطلاق.
فقالت بصوت متهدج: الزواج لا يمكن أن يخطر لي ببال. - دعيه يخطر، كان أعز أمانينا.
فقالت وهي من الحياء في ضيق شديد: ذاك تاريخ مضى وانقضى ونسي.
فقلت بحرارة: إنه يعيش معي الآن بكل قوة. - أنت لا تدرك معنى ما تقول، الوحدة أطاحت بالحكمة، وسيتمخض الحلم عن لا شيء. - إني أعرف ما أريد.
فقالت بانفعال شديد: لا .. لن أسمح بفضيحة. - لماذا ترددين هذه الكلمة القبيحة؟ - هي الحقيقة، أنت تتناسى أنني أم وجدة.
فقلت بضراعة: الدهشة تعيش ساعة واحدة، ثم يلوذ الإنسان بسعادته.
فغضت بصرها في أسى، وهمست: لا تحرمني من سكينة القلب.
Shafi da ba'a sani ba