250

Jagororin Juyin Juya Hali Na Zamani

رواد النهضة الحديثة

Nau'ikan

ولست أبالي أن يقال محمد

أبل أم اكتظت عليه المآتم

ولكن دينا قد أردت صلاحه

أحاذر أن تقضي عليه العمائم

هذا ما روي عن الإمام أنه قاله عند الاحتضار. ولد محمد عبده في الريف من أبوين فقيرين، ولما كلف طلب العلم أدخل الكتاب، ولكنه خرج منه خروج الشعرة من العجين. ثم عاد بعد حين فقرأ القرآن في أحد الجوامع، وتحول إلى الأزهر على كره منه فحصل العلوم الشرعية والعربية، واتصل بالأفغاني وأخذ عنه علم الفلسفة والكلام فكان أنبغ من تلمذوا له. وقد قال الأفغاني ساعة ودع مصر: «قد تركت لكم محمد عبده.»

عين مدرسا للتاريخ والأدب بدار العلوم، ثم شكروا له خدماته فلزم بيته في بلده ... وعين بعد عام كاتبا في جريدة الوقائع المصرية، فنقد فيها الحكومة ووزارة المعارف ... وكانت ثورة عرابي فاتهم أنه أفتى بعزل الخديوي توفيق باشا، ونفي إلى بر الشام، فأقام سنة ببيروت كان فيها مدرسا، ثم ذهب إلى باريس ليلتقي بأستاذه الأفغاني، فأصدرا معا «العروة الوثقى»، فكان السيد الأفغاني مديرا لها، والإمام محررا.

ولم تكن العروة وثقى فانفصمت بعد عدة أشهر، وعاد عبده إلى بيروت فدرس بالمدرسة السلطانية، وأصلح منهاجها. وفي بيروت ألف رسالة التوحيد وشرح مقامات البديع، ونهج البلاغة، وعرب رسالة الأفغاني في الرد على الدهريين، وعفا عنه الخديوي فعاد إلى مصر وتقلب في مناصب عديدة أهمها عضوية مجلس إدارة الأزهر، فجاهد لإصلاحه. وظل يكتب مناضلا حتى مات تاركا تفسيرا لستة أجزاء من القرآن أطلق لنفسه حريتها فيه، ولم يتقيد بأحد. ورد على هانوتو ورنان، وألف كتاب الإسلام والنصرانية.

وصفه لنا معلمنا الشيخ سعيد الشرتوني الذي اتصل به وصادقه في بيروت. كان ذلك يوم جاء خبره فبكى أستاذنا في الصف، وبعد أن كفكف عبراته قال: «كان الإمام أسمر مربوعا، له عينان يشع منهما نور، وهيبته كالأسد. حليم كريم، محب لبلاده وللناس. كاتب متين، وشاعر رصين، وخطيب. غايته إنقاذ الشرق من الجهل، بتعليمه الدين الصحيح.»

وها نحن ننقل لك شيئا من مقال له عن «الانتقاد»؛ لنعرفك على أسلوبه المرسل لا المسجع:

1

Shafi da ba'a sani ba