Jagororin Juyin Juya Hali Na Zamani
رواد النهضة الحديثة
Nau'ikan
أجل، على قدر ما في القصة من شاعرية يكون نجاحها، أما شعرها، وما نعني إلا النثر الشعري، فيجب أن يكون منبثقا من أعمق أعماق الكاتب الأصيل، وأن ينفجر من شخوص الرواية ومشاهدها لا من شخصية المؤلف.
وهنا لا بد من لفت النظر إلى أمر مهم وهو أنه على القصصي أن يقطع السرة بينه وبين أبطاله؛ فيجب ألا ننطق بلساننا إلا عما لا يمكن أن ينطق به أشخاص قصتنا، فالحوار كما قلت هو ملاك القصة وروحها وفيه فنها كله.
طبعا تريد أن تعرف ما هي مقومات القصصي لتعرف نفسك، وعليه أقول لك يا عزيزي: إن الروائي خلاق كما قلت لك سابقا، فإذا كانت الطبيعة لم تهبك قوة الإبداع فلن تستطيع أن تكون قصاصا، كما أنك إذا تجاوزت الحد في الخلق الغريب كنت كمن يخلق مسوخا وعجائب، ثم إذا استطعت أن تخترع ولم تحسن القص تعرقل سير شخوصك ووقفت حركة قصتك، والجمود قتال.
فعلى القصصي أن يمسك سلك قصته ثم لا يفلته، وإذا أقبل وأدبر وكان غير لبق «تشركل» الخيط ... فالقصة محتاجة إلى حسن وتنوع في الموضوع، وإلا قتل القارئ صبرا.
والقصصي محتاج إلى كل علم وخصوصا علم النفس، وعلم الاجتماع، وقوة الملاحظة؛ ليستطيع خلق أبطال لهم مميزاتهم الخاصة، وعلاماتهم الفارقة، وبغير تصوير هؤلاء أتم تصوير لا تحيا القصة مهما أسبغنا عليها من حلل الفصاحة والبلاغة.
وبعد كل هذا، بل قل قبل كل هذا، عليك أن تقرأ روائع القصص العالمية قراءة عميقة، وتطالع كتب النقاد، وما علقوه على هوامشها.
وأخيرا إذا سألتني: كيف أكتب القصة؟ أجبتك: اعمل بباعك وذراعك، فالفن لا يعرف المقاييس، والأم عندما تضع ولدها لا يعنيها أن تبحث عن كيفية تكوينه من بويضة إلى كتلة لحم ذات محرك - موتور - يعمل بلا انقطاع عشرات الأعوام.
إن المقاييس لا تخلق الفنان ولكنها تهذب من خلق فنانا، ونصيحتي لك هي أن تكون قارئا مدمنا لا يفرق بين قديم وحديث، فالفن الصحيح كالخمرة، كلما عتقت جادت. (2) المسرح (2-1) مارون النقاش
أمامي «أرزة لبنان»، وهي مجموعة روايات مارون النقاش أبي المسرح العربي. احتفلت مصر بالذكرى المئوية لروايته الأولى، منذ ثلاثة أعوام - 1948، وكي لا أطيل المقدمة، وأزعجك بشقشقة الكلام عما أحدثته مسرحيات مارون النقاش، أدع الكلام لمعاصره الشيخ يوسف الأسير الذي قال فيها:
هذي رياض أثمرت
Shafi da ba'a sani ba