Jagororin Juyin Juya Hali Na Zamani

Marun Cabbud d. 1381 AH
153

Jagororin Juyin Juya Hali Na Zamani

رواد النهضة الحديثة

Nau'ikan

ألا ترى مثلي أن كاتبنا قد دعا منذ ثمانين عاما إلى ما تدعو إليه «الأونسكو» اليوم، وأنه قد أدرك ما قاله أشهر علماء الاجتماع اليوم: «ما من أمة بعد، ولا إنسان، يستطيع أن يعيش في جزيرة، فمصير الواحد مرتبط بمصير آخر إنسان في أبعد نقطة من الأرض.»

ويحمى وطيس الجدال بين الملكة والملك، ملك الحرية يريد الشدة والعنف، وملكة الحكمة تنشد الرحمة والرأفة، فيستدعى الفيلسوف الذي جعل المؤلف مقره في مدينة النور، فيأتي ويشرع في بسط آرائه العلمية؛ فتنكسر شوكة غضب الملك، ولكنه يسأل الفيلسوف عن «مملكة الروح» التي سمع بها، وأنه يريد تدويخها وإخضاعها؛ فينبري الفيلسوف للدفاع عنها، ويمنع ملك الحرية من مهاجمتها؛ لأنها تؤدي لعرشه معونة جلى، فهي التي تردع شرائعها الآثام الخفية التي تعجز الحكومة المدنية عن مقاومتها، فيرضخ الملك لبراهين الفيلسوف، ويذعن لحجته القوية.

ثم تتشعب المباحث بين صاحبي الجلالة والفيلسوف، فتدور حول السياسة والمملكة، فيشير الفيلسوف بنشر العلم والمعرفة؛ لتقوى دعائم الملك، وتثبت وتتآخى العناصر المختلفة المتشعبة، ثم يجري الحديث حول التمدن فيبنيه الفيلسوف على خمس دعائم: (1)

تهذيب السياسة. (2)

تثقيف العقل. (3)

تحسين العادات والأخلاق. (4)

صحة المدينة. (5)

المحبة.

ويفيض المؤلف بلسان الفيلسوف في تبسيط موضوع المحبة فيجسدها، ويجعلها تحتج على الأدمغة الكبيرة التي سمتها أسماء علمية مختلفة. قال: «صاحت المحبة بعد أن صعدت على منبر النظام الكوني: أنا التي أوثقت هذه الأجرام برباط الانضمام؛ فكانت أفلاكا تدور حول بعضها، فلماذا دعيت التصاقا؟!

أنا التي ألفت بين العناصر المختلفة؛ فكانت مملكات تزهو بمجد الارتباط، فلماذا لقبت تماسكا؟!

Shafi da ba'a sani ba