ديمقراطي في المبدأ، أريستوقراطي في العشرة، فهو يستنشق بأنف الكبرياء من غير زهو بالنفس، ولو لم تذر الطبيعة على صلفه بعض الجاذب لنفر منه الكثيرون من أصدقائه ومحبيه.
انزع الصلف من الأستاذ «زكور» فيستقيم أمره، فهو عمد من عمد السياسة الرشيدة في هذه البلاد، ومخلص إلى أقصى حدود الإخلاص، يرتفع فوق جميع الأحزاب مهما كانت ألوانها، ولا تنطوي نفسه على شيء من الحقد الذي ينفخ الميول والأهواء ويعطيها شكلا ممقوتا. يتطير من مجالسة من هو دونه مقاما، فهو يتقي بذلك شماتة أشباه الرجال، ويتحاشى أن يسيء إلى اسمه أو يحط من قدر مستواه. قد يكون عنصر كبريائه صادرا عن هذه الحشرة في خلقه.
مبسوط اليد، فلقد نشأ كرمه من أعز الأرومات، وقد يكون هذا الكرم سجية في نفسه؛ إذ إنه لا يتكلف فيه أو يبغي من ورائه لبانة.
عزيز النفس، وإنك لتتلمس هذه الميزة من خلال أسطره، ففي سياسياته التي تقرأها في صدر «المعرض» عرف طاهر النشر ينفثه أطهر قلم يحمله صحافي في هذا البلد.
لبناني بحت.
قد يكون الأستاذ «زكور» الصحافي الوحيد الذي ختم «الشعب» على حبه الضمائر والقلوب، وانتخبه نائبا عن حب أكيد وإعجاب صادق.
ليس «ميشال زكور» من هؤلاء الذين يتكالبون على جيفة أو يتحلب ريقهم لضحكة الدرهم، فنخشى عليه تصريف الأخلاق وضياع ثقة الشعب فيه.
فإن في العشرة الأعوام الشريفة التي خدم بها القضية اللبنانية في صحيفته «المعرض» والتي لم يلوث خلالها بخطأ تبقى عليه تبعته؛ لأوضح برهان على أن نائب الشباب لن يحيد عن الطريق التي سلكها من قبل، وسيؤدي إلى الشعب ما يحق له عليه.
أما إذا كان هناك من يلوي لسانه بالحق الصراح فيخرج من شفتيه مجة الثعبان بدل الكلمة الحرة ولا يتقي سكرات النعمة في نعمته، فلينظر قليلا إلى «ميشال زكور».
إذا صادق رجلا لبسه، أولا تراه وصديقه اللبناني البحت «أسعد عقل»؟ فهو يعتنقه اعتناق اللام للألف، وقد يضحي كل منهما في سبيل الآخر بأعز شيء لديه، وكلاهما يضحيان في سبيل المبدأ اللبناني، كأن كلا منهما «كعب بن مامة»
Shafi da ba'a sani ba