ترى بعض النواب يتبادرونه في الأيام العصيبة، وقد يحتاج إليه بعضهم كما يحتاجون إلى معاشهم في آخر الشهر.
حذف التدخين والشرب من سفر بسطه، إلا أنه قد يعطف أحيانا على زجاجة من «بيرا أمستل» فيكرع نصفها.
لا يزال الأستاذ «مبارك» في سحرة عمره، وسيفسح له المستقبل القريب مجالا لبلوغ مشتهياته، فإن في ذكائه وعلمه قوة ستكفلها الأيام ويبسم لها الحظ.
إميل ثابت
أوفض «إميل ثابت» ذات يوم إلى الشيخ «يوسف الخازن»، إذ كان هذا شاردا في أروقة السراي، وقال له مستغربا في الغضب: «كلما أخذت في تقليب رأيي وانحططت على فكرة قيمة سبقني «شبل دموس» إلى طرحها في المجلس، كأنه تعود أن يمد يده إلى دماغي وينتزع أفكاري منه!»
فأحفظت هذه الحقيقة الشيخ «يوسف» فدلف إلى «شبل دموس» وقال له: «كان عليك يا «شبل» بدل أن تمد يدك إلى دماغه فتقبض على الماء أن تمد يدك إلى جيبه فتقبض على المال.»
كان ذلك إذ الوجيه «ثابت» نائب في المجلس.
هل سمعت مرة ب «كريزوس» أغنى أغنياء الرومان؟ إذا لم تسمع به فسرح نظرك في «إميل ثابت» تجده، فهذا الرجل يدعى بحق «كريزوس سوريا ولبنان»، إلا أنه أحرص من نملة، وقد لا يتخلى المال عن رقه إلا في إبان المواسم النيابية، فتراه يقفي بنقد المبالغ ثمنا لعضو ثانوي تعود أن يند من حظيرة الضمير!
سلك طريق السياسة في أيام «سرايل»، وقد تكون خطة انتخابه في المجلس ما تزال مستبهمة في عقول الناس، على أنهم لو سبروا غور الحدث لاتضح لهم أن انتخابه كان لوثة في جبين بعض موظفي عهد «سرايل».
عندما تندى صفاة الغني تفجر المعجزات من الصخور!
Shafi da ba'a sani ba