165

Rum

الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب

Nau'ikan

8

وكان معاوية ومن حوله يعلمون علم يقين أن رغبة الروم في العودة إلى القتال لم تنته، وقد اغتنم قسطنطين الثالث فرصة انشغال معاوية بالمشاكل الداخلية فدس إلى جبال الساحل السوري اللبناني بضعة آلاف من المردة يغيرون منها على الحواضر والأرياف فيهددون سيادة العرب في الشام، ويعيثون في البلاد فسادا، وكان معاوية قد صالح قسطنطين هذا على مال يؤديه له كل سنة شرط أن يقطع قسطنطين الإعانة عن المردة.

9

ولكن قسطنطين الثالث اغتيل سنة 668 في سرقوصة، وفي سرقوصة هذه أعلن مزيزيوس

Mizizios

رغبته في العرش وثار سابوريوس

Saborios

القائد في أرمينية، واعتلى أريكة الملك في القسطنطينية فتى يافع، وتمرد الجند مطالبين بحق هرقل وطيباريوس شقيقي قسطنطين الرابع في الملك، واستنجد سابوريوس بالعرب، فرأى معاوية والحالة هذه أن الفرصة سانحة لضرب الروم ضربة قاضية يستولي بها على القسطنطينية نفسها، وكان قد احتاط لأمر المردة فاستقدم عددا كبيرا من الفرس وأسكنهم مدن الساحل اللبناني (عكة وصيدا وبيروت وجبيل وطرابلس) وأتبعهم في السنة 669 غيرهم من أهل العراق.

10

وكان معاوية قد عني أيضا بترميم الحصون الساحلية مع ما فيها أسوار الإسكندرية، وإذا به يقوم بمناورة عسكرية بحرية وبرية في الغرب ليضلل خصمه، فيغزو صقلية في السنة 669 وينفذ عقبة في السنة 670 إلى حدود ولاية أفريقية، ولكنه في الوقت نفسه عمد إلى سبر غور الدفاع البيزنطي في قبدوقية في السنة 669،

Shafi da ba'a sani ba