269

Rules in Worship Monotheism

القواعد في توحيد العبادة

Mai Buga Littafi

دار الأماجد للطباعة والنشر

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

فالمقصود الآثار التي قصدها النبي ﷺ فأوقع فيها العبادة بقصد منه، فصارت متابعته في فعله وقصده هي عين السُّنَّة، أما عموم ما وطئه وقام عليه بدون تقصد منه للعبادة فلا تجوز متابعته في ذلك كما سيأتي تقريره (^١).
ثم إن تبرك عتبان بصلاة النبي ﷺ له في بيته، وتحديد مكان لمسجده ومصلاه هو من خصوصياته ﷺ، فلا يجوز أن يؤتى بصالح أو عالم أو زاهد فيتبرك بصلاته كما فعل عتبان مع النبي ﷺ، بل هو من أعظم ذرائع الشرك، وأكبر وسائل الفتنة.
وقد بيَّن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في تعليقه على قول الحافظ ابن حجر من الفتح بوجوب إجابة من دعي من الصالحين ليتبرك به، فقال: "هذا فيه نظر، والصواب أن مثل هذا خاص بالنبي ﷺ لما جعل الله فيه من البركة، وغيره لا يقاس عليه، لما بينهما من الفرق؛ ولأن فتح هذا الباب قد يفضي إلى الغلو والشرك، كما قد وقع من بعض الناس. نسأل الله العافية" (^٢).
سابعًا: لقد جعل الله البركة فيمن شاء من خلقه؛ إذ هي خلقه وملكه وفعله وصفته، فبارك فيمن شاء من الأعيان والذوات والأشخاص، وعليه يكون التماس البركة من تلك الذوات والأعيان مبنيًا على أصول ومقدمات:
الأولى: إثبات كون الذات المعينة مباركة، بدليل شرعي من الكتاب أو السُّنَّة.
الثانية: اعتقاد أن مصدر البركة ومنشأها هو الله ﵎، وليس في مقدور أحد إنشاء البركة في نفسه أو في غيره.

(^١) سيأتي التفصيل في هذه المسألة في قاعدة خاصة (ص ٧٠٤).
(^٢) فتح الباري شرح صحيح البخاري (١/ ٥٢٢).

1 / 268