Ruhin Juyin Juya Hali
روح الثورات والثورة الفرنسية
Nau'ikan
ويضاف إلى هؤلاء المجرمين الذين هم داء المجتمعات العضال، الفريق الذي يأتي المنكر وقتما يستحوذ عليه الخوف من النظام السائد والذي لا يلبث أن ينضم إلى زمر العصاة حينما يعتري هذا النظام وهن، ويتألف من هذين الفريقين جحفل مخل بالنظام، وعليه يعتمد الثوريون والقائمون بالفتن الدينية والسياسية.
قلنا في فصل آخر إن هذه الفئة المجرمة كانت عظيمة النفوذ أيام الثورة الفرنسية، وقد قص علينا بعض المؤرخين - وهم خاشعون - خبر الأوامر التي كانت تحملها إلى مجلس العهد وهي مسلحة بحراب على رؤوسها هامات مقطوعة، ولو بحثنا عن العناصر التي كانت تتألف منها هذه الفئة التي ادعت أنها وكيلة الشعب لرأينا أن أكثريتها من اللصوص والأشرار وأن أقليتها من ذوي النفوس الساذجة الذين يسيرون حسبما يحرضهم الزعماء، وإلى أولئك اللصوص والأشرار تعزى المذابح الكثيرة كمذابح شهر سبتمبر وقتل الأميرة لانبال.
حقا إنها أرهبت جميع المجالس التي قامت منذ المجلس التأسيسي حتى مجلس العهد وعاثت في فرنسة مدة عشر سنين، ولو أن معجزة قضت عليها لكان سير الثورة الفرنسية غير ما وقع، فقد ضرجتها بالدماء منذ فجرها حتى غروبها، وليس للعقل سلطان عليها، وهي للعقل من القاهرين.
الفصل الرابع
روح الجماعات الثورية
(1) صفات الجماعة العامة
لا تأتي الثورات - مهما كان مصدرها - بشتى النتائج إلا بعد دخولها في نفوس الجماعات، وهي لهذا السبب تعتبر نتيجة روح الجماعات.
ومع أنني بحثت مطولا في كتاب آخر عن روح الجماعات فإن الضرورة تقضي علي بأن أذكر هنا سننها الأساسية، وعلى ذلك أقول:
إن المرء - وهو جزء من الجماعة - يختلف جدا عنه وهو منفرد، فشخصيته الشاعرة تفنى في شخصية الجماعة غير الشاعرة، وليس من الضروري أن يتصل المرء بالجماعة اتصالا ماديا ليكتسب نفسية الجماعة، بل يكفي في الغالب، لتكوين هذه النفسية ما ينشأ عن بعض الحوادث من الانفعالات والمشاعر العامة.
ولروح الجماعة التي تظهر وقتيا مزاج خاص يتصف بتغلب اللاشعور الخاضع لأحكام منطق خاص يسمى منطق الجماعات.
Shafi da ba'a sani ba