Ruhin Babban Mahatma Gandhi

Abbas Mahmud Al-Aqqad d. 1383 AH
71

Ruhin Babban Mahatma Gandhi

روح عظيم المهاتما غاندي

Nau'ikan

تقديره ونقده

كان غاندي يناوئ الحكومة البريطانية في إبان الحرب العالمية الثانية، فحنق عليه بعض الإنجليز واتهموه بأنه من أعوان هتلر، أو أنه من أولئك الذين عرفوا في إبان الحرب باسم «الطابور الخامس»، وهم الذي يساعدون النازيين بإزعاج خصومهم في إبان القتال. فتصدى للدفاع عنه رجل من أكبر رجالات الإمبراطورية: وهو المارشال سمطس القائد السياسي الفيلسوف، وقال: إن غاندي أرفع من أن تلصق به تهمة؛ لأنه رجل من أعظم رجال العالم، وهيهات أن يسخر لخدمة غرض من الأغراض.

وكان برنارد شو يقول: إن غاندي من العظماء الذين لا يجود التاريخ بأمثالهم إلا مرة في كل ألف سنة.

وكان رومان رولان - وهو من أكبر كتاب الغرب وأشرفهم في العصر الحديث - يضع غاندي في طليعة أقطاب الإنسانية، ويبشر الغرب بأمثلته العليا، وله في سيرته كتاب يشف عن إجلال بالغ وحب عميق.

ولما نعي غاندي إلى أمم الغرب أسف البابا لمنعاه وهو رأس الكنيسة المسيحية الكبرى، وقال أسقف من رجال الكنيسة الأمريكية: إن غاندي مسيح، ثم عطف فقال: إنه لا يعني بذلك أنه كالمسيح أو أنه يتشبه بالمسيح، ولكنه يعني أنه السيد المسيح بعينه قد عاد إلى عالم الجسد لإتمام رسالة الحب والصلاح.

وتلقى نواب فرنسا منعاه وقوفا خاشعين.

ورثاه رئيس الوزارة الإنجليزية - أكبر خصومه في ميدان السياسة - فأطنب في تعظيمه والأسف لفجيعة الشرق وبني الإنسان فيه.

وليس في هؤلاء جميعا أحد يؤمن بديانة غاندي، بل ليس فيهم أحد يرى في صلاح الحياة البشرية مثل رأيه، فهم لا يعظمونه لأنهم يوافقونه ويتبعون عقيدته ورأيه؛ ولكنهم يعظمونه لأنه عظيم.

وإذا لم يكن تعظيم الرجل مقصورا على شيعته وأهل وطنه وعقيدته، فتلك آية العظمة الإنسانية لا مراء.

فليس العظيم من لا يخالفه أحد، فقد يبلغ العظيم غايته من العظمة ومخالفوه أكثر من موافقيه.

Shafi da ba'a sani ba