Ruhin Babban Mahatma Gandhi
روح عظيم المهاتما غاندي
Nau'ikan
قالوا: ومن أدلة ذلك أيضا أنه كان على رأس قادة المؤتمر في مناقشة «الباكستان» وتبادل السكان.
وهذه ولا ريب تهم خليقة أن تقال في أمثال هذه الأحوال ولكن غاندي لم يزعم قط أنه منبوذ أو أنه مسلم، ولم يزعم قط أنه خارج عن نحلته واعتقاده، فلا يطلب منه أن يكون من أبناء هذه الطوائف في طويته وسعيه، ولا أن ينكر على طائفته كل ما تدعيه، وما لم يطلب منه هذا فالحقيقة التي لا تقبل المكابرة أن إنصافه للطوائف أكرم إنصاف ينتظر مع هذا الخلاف.
ومن السخف أن يقال : إن الرجل وقف حياته «للاهمسا»، ونفض عنه فتن الحياة وشهواتها ليروج السياسة الطائفية من وراء هذا الستار.
فهو مخلص في عقيدته وفي سياسته غاية ما يستطاع من إخلاص، وليس في طاقة الإنسان وراء هذا الإخلاص غاية لمستطيع.
وليست نظريات «الاهمسا» هي موضع البحث حين نبحث في قدرة غاندي السياسية أو في برامجه الوطنية.
فإن إنكار القوة العنيفة كل الإنكار خطأ لا شك فيه، وإن الإيمان بالقوة العنيفة كل الإيمان خطأ كذلك لا شك فيه.
وكل مذهب سياسي يمكن أن يقال في جملته ما يقال عن مذهب غاندي في معرض التخطئة والتصويب.
وإنما موضع البحث في هذه القدرة السياسية ما اقتدرت عليه، وما أنجزته على هوى غاندي وعلى غير هواه.
مثل غاندي في ذلك مثل من ينشئ قوة كهربائية لغرس الأزهار والرياحين، فتنشأ هذه القوة وتغرس بها الآجام والأدغال وكثير أو قليل من الأزهار والرياحين.
فلا نسأل في تقدير تلك القوة: ماذا أراد المهندس؟ ولكننا نسأل ماذا يجدي مراد الآخرين لو لم يعطهم المهندس تلك القوة؟ وقد كان غاندي مهندسا عظيما؛ لأنه أنشأ تلك القوة وإن ترك الانتفاع بتصريفها في أيدي المقادير.
Shafi da ba'a sani ba