قال الرئيس: لا بأس، فسنجتهد في علاجها.
فدفع له أندريا أجرة شهر مقدما، وانثنى إلى المركبة فأخرج منها باكارا، وقال لها: لقد أصبح اسمك الآن أليس، وإنك مجنونة غيرة من باكارا حتى صرت تعتقدين أنك هي بعينها، وهذا كل جنونك، أفهمت؟ - إنك شيطان مريد! - لا بأس، ولكن افتكري بإنقاذ حبيبك.
ثم خاطبها بصوت عال فقال كمن يملق مجنونا: تعالي يا حبيبتي أليس لتنظري هذا المنزل الذي اشتريته لك حديثا.
ثم تأبط ذراعها وسار بها حتى أدخلها إلى الغرفة المعدة لها، فتركها هناك بحجة أنه يرى الحديقة، وخرج فاستدعى طبيب المستشفى، وقص عليه حكاية جنونها المزعوم، وأنه قد أصابها منذ ثلاثة أيام، ورأى الطبيب فاني تتبع سيدتها فقال: من هذه الفتاة؟ - هي خادمة أليس، أفلا يمكن أن تبقيها معها تسهيلا لخدمتها؟ - لا بأس في ذاك، فهو يفيد العليلة.
فعاد أندريا إلى باكارا فوجدها جالسة حزينة، فعزاها بلطف وقال: لا تجزعي، فإن حبسك لا يطول، فقد أبقيت معك خادمتك فاني. - بل أبقيتها جاسوسة علي. - أنا ذاهب وسأراك غدا.
ثم ودعها وانصرف، ودخل الطبيب على إثره وهو يقول: اعذريني يا سيدتي إذ دخلت بلا استئذان.
فتقدمت إليه باكارا، وقالت: قد عرفت من أنت يا سيدي، فإنك طبيب هذا المكان!
فانذهل الطبيب لرقتها وسكونها، وعادت فقالت: إنني أعلم أيضا أين أنا، وأعلم أنك قادم لتفحصني.
فزاد انذهال الطبيب من هذا الثبات الذي يدل على العقل.
وعادت باكارا وقالت: لا تحسب أني أرتكب الحماقة التي يرتكبها كل داخل إلى هذا المكان، ويكون أول كلامه لك غير مجنون.
Shafi da ba'a sani ba