375

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Nau'ikan

فأشار أرمان إلى الطبيب فانصرف وقال لروكامبول: قل فإني مصغ إليك. - إني سمعت الطبيب يا سيدي يقول أن ساعاتي باتت معدودة، فأردت أن تعرف من أنا وكيف اتصلت بك قبل أن أموت، فاعلم يا سيدي أني لست المركيز دون إينجو، وما أنا من أهل البرازيل.

فسأله أرمان منذهلا: إذن من أنت؟ - إني الآلة المنفذة لأغراض رجل يدعونه الآن السير أرثير.

فاضطرب أرمان لأنه ذكر أنه سمع هذا الاسم، وتابع روكامبول: وأنا يا سيدي الذي تبارزت مع فرناند روشي، وكان اسمي في ذلك الحين الكونت دي كامبول، وحملت فرناند مع السير أرثير إلى منزل الفيروزة، ثم قص عليه جميع ما جرى في منزل الفيروزة إلى أن أخبره كيف أن باكارا أحبطت جميع مساعي السير أرثير واضطرته إلى الفرار.

فاضطرب أرمان وقال له: من هو أرثير هذا؟ وكيف لم يعلم بآثامه أخي؟

فابتسم روكامبول وقال له: أصغ لي يا سيدي، فإن السير أرثير هذا كان له كثير من المشروعات الأثيمة، وقد أشركني في جميع آثامه، فكان الرأس المرشد وكنت اليد العاملة، وقد خطر له يوما أن يدع المركيز فان هوب يقتل امرأته كي يزوجه بابنة عمه الهندية. - كيف ذلك؟ أهي تلك المرأة التي وجدت ميتة في قصرها أمام عشيقها الذي قتلته؟ - لقد خدعتم يا سيدي، فإن هذا العشيق الكاذب لم يكن إلا أنا، ولم يكن الذي طعنني بالخنجر غير السير أرثير. ثم ذكر له تفاصيل جميع هذه الحكاية، وهو يذكر له أندريا باسم السير أرثير، إلى أن تولد الشك في نفس أرمان فقال له وقد فرغ صبره: من هو أرثير هذا؟ ومن أين أتى؟ - سأشرح لك عنه ما تريد، فأمهلني إلى أن أتم حديثي، واعلم أن هذا السير عندما حبطت جميع أمانيه بقي له رجاء واحد، وهو أن يتزوج السيدة حنة دي كركاز متى أصبحت أرملة، ولهذا قد علمني هذه الطعنة الإيطالية وأمرني أن أقتلك.

وصاح أرمان صيحة رعب مما سمع، وعاد روكامبول إلى حديثه فقال: واعلم يا سيدي أني ما تجاسرت على حب السيدة دي كركاز ولا رفعت إليها نظري مرة لحسابي الخاص.

فقال أرمان بصوت يضطرب: إذن ما هذه المبارزة مع أخي أندريا؟ - أمعن بي النظر يا سيدي لعلك تعرفني، وسأعينك على معرفتي، ألا تذكر تلك الليلة في بوجيفال حين وضعت خنجرك على عنقي وطلبت إلي أن أرشدك إلى حيث تقيم حنة وسريز؟

فذكر أرمان للحال تلك الليلة الهائلة وقال: لقد عرفتك فأنت روكامبول. - نعم يا سيدي، وأنا أيضا ذلك الرجل الذي كان بين خدمك، والذي كان يركب وراءك في المركبة حين لقيت أخاك أندريا منطرحا على الطريق كأنه على وشك الموت، أما السير أرثير فقد كان يدعى من قبل السير فيليام، وأنت تعلم أن السير فيليام هو الفيكونت أندريا.

وصاح أرمان صيحة منكرة وكاد يسقط من فرط تأثره.

فقال روكامبول: وهو يا سيدي الذي يعلمني الطعنة الإيطالية منذ ثلاثة أشهر، وهو الذي دلني منذ ساعتين على الطريق التي أصل بها إلى غرفة امرأة أخيه.

Shafi da ba'a sani ba