363

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Nau'ikan

فالتفت باكارا عند ذلك إلى الكونت أرتوف قائلة: إن هذا الرجل لا يريد أن يقر، فاقتله دون تأخير. - ليكن ما تريدين.

ثم فتح زناد الغدارة وصوبها إلى رأس روكامبول، فهلع قلبه وقال: قف سأقول كل شيء. - إذن أسرع بالقول. - سليني أجيبك. - أكان السير فيليام شريكك؟ - نعم. - أتقر هذا الإقرار أمام أخيه الكونت دي كركاز. - غير أن الكونت قد سافر إلى كارلوفان مع أخيه. - إذن فاكتب إقرارك كما أمليه عليك.

فلم يسع روكامبول إلا الامتثال، وجلس قرب المائدة فأملت عليه ما يأتي:

هذه آخر ساعة من ساعات حياتي، ومن كان في هذا الموقف فلا يستطيع الكذب والبهتان، ثم إن الكونت أرتوف واقف فوق رأسي وغدارته مصوبة إلى قلبي، وهو يطلب أن أعترف بذنوبي وأبوح باسم الرجل الذي يقودني منذ عهد بعيد في طريق الآثام، فأنا أعترف الآن أن هذا الرجل الذي يتلبس بلباس التائبين وحشو قلبه المكر والدهاء، إن هذا الرجل الذي كان رئيسي وكنت يده العاملة حين حاول أن يحمل ليون رولاند على قتل فرناند روشي بواسطة الفيروزة، وحمل المركيزة فان هوب على قتل امرأته، إن هذا الرجل الأثيم الذي دفعني في سبل الجرائم والذنوب هو الفيكونت أندريا شقيق الكونت أرمان دي كركاز.

ثم أمرته أن يوقع على الرسالة، فوقع عليها وأخذتها باكارا وقالت للكونت: إنه إذا اطلع عليها أرمان لا بد أن يفتح عينيه ويعلم حقيقة أمر أخيه. - ربما، ومع ذلك فسأقول أنا كل شيء.

فقالت باكارا: لقد خدعت فإنك لا تستطيع أن تقول شيئا.

واستنكر روكامبول قائلا: لماذا؟ - لأنك ستموت.

فاصفر وجهه وعلم أنه كتب لنفسه الموت، إنما كتبه بهذا الإقرار.

فقالت له باكارا: لقد أسأت إلى نفسك فيما كتبته، إذ لولا كتابتك لما كنا نجد بدا منك لإقرارك أمام الكونت أرمان، أما الآن فإن خطك يكفي، ولا بد لك من الموت.

فقال لها روكامبول بصوت المتهكم: إنك تتعجلين يا سيدتي بقتلي. - ألعل لديك ما تقوله؟ - لدي سر يساوي أكثر من حياتي. - قل وسترى. - إني أعتبر هذا السر عظيما، ولهذا فقد قلت إنه يساوي أكثر من حياتي، وأنا الآن أريد بيعه لكما. - إننا نشتريه بحياتك إذا كان خطيرا كما تقول. - ذلك لا يكفيني، فإن أردتم قتلي فاقتلوني ولكنكم لا تعلمون شيئا. - إذن سنقتلك. - غير أنكم ستندمون الندم الشديد لرفضكم ما طلبته، حين ترون أن الصاعقة قد انقضت على رجل تحبونه وكنتم قادرين على إنقاذه.

Shafi da ba'a sani ba