314

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Nau'ikan

وطاش رأس ليون وقال في نفسه: إما أن أكون منخدعا وإما أن تكون قد أنكرتني. ولكنه تبع الخادم حتى أوصله إلى غرفة الاستقبال وتركه فيها وانصرف، فجلس ليون يفكر تفكير المهموم، ثم نظر إلى ما يحيط به من مظاهر الثروة، وذكر أن الفتاة قالت حين عرض عليها اسمه إنها لا تعرفه، فخشي أن يكون منخدعا وأن تكون تلك الفتاة قد تمثلت له بالتي يحبها، وحاول أن يخرج من القاعة ويفر، إلا أنه ما لبث أن نهض عن كرسيه حتى فتح الباب ودخلت الفيروزة، فصاح صيحة الفرح المستبشر قائلا: هي ... هي بعينها. ثم أسرع إليها.

ولكنها تراجعت عنه ونظرت إليه نظرة إنكار وهي تقول: أأنت ليون رولاند الذي طلب أن يراني؟

فانقض هذا الكلام عليه انقضاض الصاعقة، وسقط على كرسي وقد عقد لسانه عن الكلام.

وقالت له: يظهر أنك قد غلطت بي يا سيدي! - كلا، يستحيل أن يخلق الله فتاتين تتشابها إلى هذا الحد، وأنت أوجيني ابنة غارين التي طالما أظهرت لي حبها وأظهرت لها حبي.

فأظهرت الفيروزة عدم الاكتراث ثم قالت: أعيد عليك القول يا سيدي، إنك مخطئ فإني لا أدعى الآنسة أوجيني، بل أدعى مدام دولار.

فجثا ليون على ركبتيه وقال لها: بالله كفي، فإني أبحث عنك منذ ثمانية أيام، ولا تخدعيني إلى هذا الحد. إني لا أعلم ما أصبحت عليه الآن، ولكني أعلم أنك ابنة غارين التي كان أبوها عاملا عندي، وأني أحببتك ولا أزال مفتونا بك بعد احتجابك، وجعلت أعدو في إثر مركبته كالمجانين حتى عرفت منزلك ووصلت إليك، فلا تقطعي قلبي بهذا الإنكار.

وكانت الفيروزة تصغي إليه صامتة، حتى إذا فرغ من حديثه قالت له بإشفاق: انظر إلي جيدا تعلم أنك مخطئ. - كلا، إن الله لا يخلق مثلك؛ لأنك تكفيه لفتنة عباده.

فهزت الفيروزة رأسها وقالت: قل لي شيئا عن تلك الفتاة التي تحبها. - إنها ابنة أحد عمالي، وهي فتاة عاملة. - إذا كان ذلك فانظر بما يحيط بك من النعمة، أيمكن أن يكون للعاملات مثل هذا الرياش؟

فأطرق ليون برأسه لأن البرهان قد غلبه، فلم يعلم ماذا يقول، وأن أنين المتوجع، فقالت له: خفض عليك، وأصغ إلي فإني سأزيل هذا الاعتقاد الراسخ في ذهنك، ولنفرض الآن أني أنا هي تلك الفتاة العاملة التي تحبها والتي احتجبت عنك كما تقول.

فصاح ليون: نعم، أنت هي.

Shafi da ba'a sani ba