302

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Nau'ikan

فالتفتت باكارا، ولما رأت البارون قالت: هي بعينها وقد انبعثت، ولكن بعثها سر من الأسرار. - ولكنك ستبوحين لي بهذا السر في غير هذا المكان. ثم أشار إلى رفيقه وقال لها: إني أقدم لك صديقي الكونت أرتوف، وهو شاب روسي لا يعلم عدد ما لديه من القرى، وقد أنفق عمره وهو يحصي عدد الفلاحين في أراضيه، ولم يبلغ إلى المجموع بعد.

فأحنت باكارا رأسها وحيته باحترام، فقال لها البارون: هو ذا رجل لا يتيسر لك أن تلقيه في مهاوي الإفلاس.

فقالت له ضاحكة: إذن سيكون شاذا عن القاعدة، وفي كل حال فسنرى فإني سأحتفل بتدشين منزلي القديم وعيشي الجديد بعد يوم، وأنا أبدأ بدعوتكما كي تكونا في مقدمة المدعوين.

فحياها البارون والكونت، وانصرفا إلى النادي الذي يجتمعان مع أصحابهما فيه.

32

وكان في ذلك النادي كثيرون من أصدقائهم، وبينهم روكامبول باسم الكونت كامبول، وشاروبيم باسم البارون دي فرني وغيرهما، فلما دخلا إلى النادي وجدا أعضاءه، وكلهم في مقتبل الشباب، يتحدثون بشأن باكارا ورجوعها عن توبتها، وهم بين مصدق ومشكك. فكان أحدهم يقول: إني رأيتها اليوم في غابات بولونيا مع إحدى بنات الهوى. فيناقضه آخر ويقول: أنى ذلك! وقد شبهت لك. ثم يقول آخر: قد تكون صحبت تلك المرأة لغرض من الأغراض.

وما زالوا بين مصدق ومكذب إلى أن دخل البارون دي مينرف والكونت أرتوف الروسي، فلما سمعهم البارون يتجادلون، وكان روكامبول من فريق المنكرين، قال له: إنك مخطئ في اعتقادك، فقد رأيت باكارا بعيني وكلمتها.

فظن روكامبول أن لأندريا يدا في رجوعها إلى حياتها السابقة، وسكت عن الاعتراض، فقال معظم الحاضرين: ولكن كيف رجعت عن توبتها؟ وهل هي غنية؟ - لا أعلم، ولكنها إذا لم تكن غنية فسيكون لها من أموال صديقي الكونت ما تشاء.

وأشار إلى الكونت الروسي، فقال الكونت: قد تنال مني ما تريد ، ولكني لم أقرر شيئا بعد بشأنها.

فقال له شاروبيم: حسنا فعلت. - لماذا؟ - لا بد لي قبل ذلك أن أخبرك بشيء من أحوالي وماضي حياتي ومهنتي. فاعلم أني إسباني الأصل، أميركي المولد، باريسي الموطن، غير أن نسبي يتصل بالدون جيان، ومهنتي غواية النساء كما كان يصنع جدي الذي أنتسب إليه.

Shafi da ba'a sani ba