يا ابن عمي
أنت بت عالما مثلي دون ريب أنه لم يبق فائدة من هذه المواربة التي قد تنتهي بيننا إلى ما لا تحمد عقباه، فارجع عن خطبتي لأني لا أستطيع أن أهواك، ولنعش قريبين لا خطيبين، فإن زواجنا محال.
ابنة عمك
أورور
فلما أتمت تلاوته قالت له: إن هذا الكتاب يدل على محاولتها نكايتك. - ربما، ولكنه يتضمن أمرا آخر لا ريب فيه. - ما هو؟ - هو أنها لا تحبني. - أنت مخطئ يا بني، فإن النساء لا يؤخذن بأقوالهن. - إذا كنت مخطئا في عرفان قلبها، فلست مخطئا في عرفان قلبي. - كيف هذا؟ - إني لا أحبها.
فاضطربت أمه ونظرت إليه نظرة تشف عن الانذهال العظيم، ثم قالت له: ما معنى هذه الأقوال يا لوسيان؟ - إنها الحقيقة. - ما هذا يا بني؟ هل جننت؟ - إني لا أحب أورور ولا أكرهها، ولكني لا أريد أن أتزوجها. - لماذا؟
فاحمر وجه لوسيان ولم يجب.
وكأنما هذا السكوت قد أثر على أمه، واستشفت منه دلائل العزم الأكيد، فقالت له: أرى أنه لا بد لي أن أذكر لك أمورا كنت أؤثر الإغضاء عنها.
ونظر إليها لوسيان منذهلا وقال: ماذا تعنين يا أماه؟ وما هذه الأمور؟ - أنت تعجب دون ريب حين تراني مصرة على تزويجك بأورور، في حين أنت تراني أكره أباها أشد كره. - هي الحقيقة، فقد خطر لي مرارا ذاك الخاطر دون أن أستطيع تأويله. - لقد آن أوان الإباحة بكل شيء. - تكلمي يا أماه إني مصغ إليك. - لقد كان لأبيك يا بني شقيقان، أحدهما والد أورور والآخر كبير بيت دي مازير.
وكانت أسرة مازير فقيرة ولكنها عريقة بالنسب، فتزوج عمك الأكبر أميرة ألمانية فنال منها ثروة عظيمة.
Shafi da ba'a sani ba