فقال له الأحدب: وفوق ذلك يا سيدي، فإنه لا يستطيع أحد دخول الدير بعد أن تمضي الساعة التاسعة.
فنظر لوسيان في الساعة فوجد أنها لم تتجاوز الثامنة، ورأى أنه لم يبق له غير واحد من أمرين؛ وهما: إما أن يرجع عن إرسال الرسالة في هذه الليلة، أو أنه يجب إرسالها في الحال لضيق الوقت، وإذا ذهب إلى المنزل وكتب الرسالة فيه فات الأوان.
على أن الانفعالات النفسية مهما اختلفت واشتدت فلا تعادل في شدتها تأثير الغرام، فإن هذا الكونت كان يحاول منذ نصف ساعة قتل الشفالييه، أما الآن فقد تذكر أن هذا الشفالييه الذي سيقاتله غدا لديه قلم من الرصاص ودفتر في جيبه ومشعل، فندم لاختصامه معه.
غير أن الندم على الخطأ أوجد فيه الرغبة في الإصلاح وقد تمثلت حنة في خاطره، فهان عليه أن يكلم الشفالييه ويسأله قضاء مهمة كما يسأل الصديق الصديق.
وعند ذلك لكز جواده فسار به والأحدب يتبعه، حتى وصل إلى الشفالييه فقال له: إننا سنقتتل غدا أليس كذلك؟ - هذا ما أردته أنت ولا سبيل إلى مراجعتك. - هو ذاك، ولكنك من أهل الظرف والأدب فلا أجد ما يمنعني عن أن أسألك قضاء مهمة. - قل ما تريد. - أريد قلمك الرصاص وورقة من دفترك. - هما لك، وأزيدك أني أنير لك المشعل فإنك تريد الكتابة دون شك. - لا حاجة إلى المشعل فإن نور القمر يغنيني عنه. - كما تريد. ثم أعطاه الدفتر والقلم فأخذهما لوسيان وكتب الرسالة الآتية:
إن الكونت لوسيان دي مازير المقيم في قصر دي بوربيير يرغب في مقابلة «نيافة الأب جيروم رئيس الدير» في أقرب فرصة ممكنة لمباحثته في شأن خطير.
وهو يلتمس من نيافة الأب جيروم أن يتفضل ويسمح بمقابلته له صباح غد بعد انتهاء الصلاة.
لوسيان دي مازير
ثم انتزع الورقة من الدفتر ودفعها إلى الأحدب وقال له: اذهب بهذه الرسالة إلى حيث قلت لك، وعد إلي غدا بالجواب.
فأخذها الأحدب وانطلق يعدو بين أشجار الغابة.
Shafi da ba'a sani ba