229

============================================================

ذاته ، لكونه علة لوجود الأشياه ، ولو تقدمه شيء هو غيره ، لوجب ان يكون ذلك المتقدم هو المبدع الأول ، لا هو ، وللزم ان يكون الأمر مؤديا الي اختلال رتب الموجودات ، وذلك محال . وقوله : ان العقل (1) صار واسطة بين الكلمة وبين ما دونه ، فقد بيتا استحالة الأمر فيما سبق من الكلام في صدر كتابنا .

ولا بأس ان نزيد فنقول .

كيف يجوز ان يكون شيء يتقدم علي العقل الأول ، فيكون واسطة بينه وبين ما دونه * والعقل هو ذات الكلمة التي هي العلة الموجودة عن الله ثعالي ، ولو جاز ان يتقدم عليه شيء لم يخل ذلك المتقدم ان يكون ، إما من نوع وجوده فباطل ان يتقدم عليه ، وقد تساوت مراتبهما ، وحدودهما ، بكونهما من نوع واحد ، وإن كان لا من لوع وجوده ، فلا يخلو ان يكون إما انه شيء ، أو غير شيء ، فان كان شيئأ فهو هدف لإدراك العقول ، وما يدركه العقل ، فالعقل هو المتقدم عليه لا هو ، وإن كان غير شيء فليس ذلك مو الكلمة بل هو المتعالي عن الصفات التي يستحقها الشيء باقسامه ، سبحانه تعالي علوا كبيرا ، فعلي أي الاحوال أخذ ؟ وحسب الاستعالة ان يكون شيء متقدما علي العقل الاول ، فليس فوق الشيء إلا الشيء تعالي ، واذا كان ذلك كذلك ، فهو الكلمة وهو العلة وهو الوحدة وهو العقل علي ما شرحناه فيما تقدم وحسبنا الله ونعم الوكيل .

الفصل الخامس عشر من الباب العاشر قال صاحب المحصول : (1) سقطت بنسخه (أ).

Shafi 229