199

============================================================

االأمر بخلاف ما قدروه ، إذا كانوا محتاجين في التمامية الي معرفة الحدود السابقين في الوجود ، الذين هم في دار الابداع والانبعاث الاول ، ومعرفة المتأخرين في الوجود مثل الانبعاث الثاني ، والي العمل بما يكسبهم التمامية ، ولما علموا ان زمانهم زمان تمامية دور الجهل ، ولا انهم في دور العلم ، ودور العمل ، علم تعالي ان تركهم علي ما هم عليه مع بلوغ الجهل غايته كون الزمان زمان ابتداء العلم بالظهور ، مما يناقي الحكمة فقال عز وجل : انني اعلم من انتهاء(1) الجهل في العالم الي غايته في الفعل ، وتمام دوره ، وظهوره ، ومن بلوغ العلم في العالم الي غايته في القوة، وعودة التوبة اليه في الظهور ، وقيام الحاجة في ظهوره بالفعل ، الي اقامة المعلمين ، والهادين ، مالا تعلمون ، فأرسل الله آدم عليه السلام بان جعله خليفة له ليظهر العلم ، ويكسبهم التمامية بالفعل ، ويدهم علي معرفة الحدود ، ويعلمهم ما لا يكولوا يعلمون ، وكان ابتداء الأمر في شروج العلم من القوة الي الفعل ، بوجود اهله من ايامه عليه السلام وانتهائه يمتد الي القائم سلام الله عليه ، وكذلك يقال ان القائم عليه السلام اذا ظهر ، صار العلم بالقعل ، يعني انه يعم ، ويكثر اهله ، ويستبطن الجهل ، بمعني يقل اهله ، وينقطع أصله ، وما يقال رواية : ان كنوز الارض تظهر في ايامه ، وتقذفها الي ظاهرها ، هو اشارة القائم الي قيام العلم بالفعل ، فيظهر جميع ما اودع بطون الكتب المنزلة ، والرموز المعقدة ، واذا كانت الملائكة مع وجود السماوات ، وحسن نظمها ، واتقان تركيب موجودات العالم ، لم يكونوا يعلمون ، ولا كانت هم تمامية ، ولا استدلال منها ، إلا بما علمهم آدم عليه السلام ، ودعاهم اليه من العمل ، كان ما ذكوه صاحب النصرة غير مستقصي ، وكانت الاعمال ، والاشارات ، والأمثال غير مستغني عنها ، في باب الاستدلال (1) في لسخة (أ) جاءت (اشبهاء) .

1

Shafi 199