============================================================
الفصل الرابع من الباب التاسع وبعد فنقول: لما كانت الحاجة الي الانبياء عليهم السلام اذا كانت لتعليم الامة ما سعد به في الآخرة والدنيا، وتهتدي الي مصالحها دنيا ودينا ، وكات آدم عليه السلام نبيا، وجب ان يكون معلما وهاديا ، واذا وجب ان كون معلصا وهاديا، وجب ان يكون ما يعلم امته اياه الذي تسعد وتهتدي الي مصالحها موجودا ، واذا وجب ان يكون ذلك موجودا ليس ذلك الا قوانين العبادة التي مي الشريعة ، فالشريعة لآدم عليه السلام ثابتة ، يصح ذلك قول الله تعالي : (كان الناس امة واحدة) يعني في الجهالة ، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ، ( وانزل معهم الكثاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه) الآية : فآدم عليه السلام من انبيين واذا كان نبيا فلم يبعثه الله الا لكي يبشر وينذر ويحكم ويقضي بالبشارة والانذار ، والحكم والقضاء لا يكون الا بالرسوم والوضائع فالرسوم الي هي الشريعة اذا ثابتة .
الفصل الخامس من الباب التاسع وقال صاحب النصرة: ولو انه قرأ هذه القسيمة الي آخرها ، لبنان له ان آدم لم تكن له شريعة ، اذ احد ابنيه لم يواري سوأة اخيه ، ولم يحسن ذلك حتي بعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوأة اخيه ، فان مواراة الميت ودفنه من اي الوجوه كانت ، هي من الشرائع ولو كان لآدم علي السلام شريعة لما كان يخقي علي ابنيه الاخذ بهما ، فقول صادر عن غير جفه ولا فحص .
Shafi 183