============================================================
ان الأجزاء التي فينا هي آثار من الجوهر الأول ، فكيف تكون الأجزاء آثارا وانما هي جواهر قائمة بذواتها ؟ ( والآثار فليس (1) لها قوام بذواتها ) ، واذا قال ان الاجزاء التي فينا آثار من الجوهر الأول وجب عليه بعد ان وقع اسم الاجزاء عليها ان يبين انها اجزاء من جوهر ما ، ولو لم تكن اجزاء من الجوهر الأول ، لما قال فيها انها اجزاء من جوهر ما ، ولما ثبت انها اجزاء من جوهر ما ، بطل أن كون آثارا لأن اجزاء الشيء لا تكون آثارا من غيره هذا قوله .
ونقول : ان قول صاحب النصرة في ما قاله ان الأنفس (2) جواهر قائمة بذواتها بعد الاكتساب ، وأن الآثار مستحيل أن تكون قائمة بذواتها صادق ، الا- أن قول (3) صاحب الاصلاح ما قاله ، وامتناعه عن اعطاء الأنفس اسم الجزئية لشيء وذلك انه رأي أن الآشياء التي تتجزأ هي الأجسام التي لا تنفك عن الأعراض التسعة ، وتدرك بالمشاعر الخمسة، فان النفس ليست لجسم ، ولا الذي يفيض عليها يجسم ، فلم ير أن يعطيه اسم الجزئية فيكون قد اجراه مجري الأجسام ، فلا يطابق ما عليه ذلتها ، وما اخيرته عنها ، ولمتا لم يرد ذلك قال آثار ومماها با تتجوهر وتبقي ، ومراده بذلك ان هذه الأنفس تجوهرها وبقائها بآثار تلك الجواهر المفارقة الواصلة اليها من جهة الحدود الذين هم الوسائط عليهم السلام ، واذا كان كذلك فقد ظهر أن مراد صاحب الاصلاح في قوله آثار ما يجري من النفس مجري الصورة وهو ما به تتم جوهرية الأنفس ، ويه تيقي اذا قبلته وهو ما أوجبه حيث يقول ، وانما قلنا
(1) سعطت الجمله بتمامها بنسخة (أ).
(2) في تسخة (أ) وردت النفس .
(3) سقطت في نسخة (أ) .
Shafi 122