وقد اشتغل السيد ابن معصوم (قدس سره) خلال فترة صباه بطلب العلم (1) إلى أن سافر إلى حيدرآباد بطلب من والده، إذ غادر مكة المكرمة في ليلة السبت السادس من شهر شعبان سنة 1066 ه، فوصل إلى حيدرآباد يوم الجمعة لثمان بقين من شهر ربيع الأول سنة 1068 ه كما هو المحكي عن سبحة المرجان (2).
وظل السيد علي خان في رعاية والده الطاهر في حيدرآباد إلى أن توفى أبوه سنة 1086 ه (3).
وفي المحكي عن سبحة المرجان (4)، إن السيد المدني أمضى في حيدرآباد ثمان عشرة سنة، اغترف خلالها العلم، خاصة من رواد مجلس أبيه الذي كان منتدى يلتقي فيه العلماء والأدباء، وخلال هذه الفترة ألف كتاب الحدائق الندية في شرح الصمدية، وفي ختام الكتاب قال كلاما يوحي ببعض ملامح العصر الذي عاش فيه خلال تلك الفترة حيث قال: «وكان الفراغ من تبييض هذا الشرح المبارك مع تشويش البال وكثرة الهم والبلبال، وكوني في زمان وبلاد قد كسدت فيها سوق الفضل وطلابه، وقامت دولة الجهل وأحزابه، فلم يعرف من العلم الا اسمه، ولم يبق منه أثر. ولولا أن خشيت المبالغة قلت: إلا رسمه، صبيحة يوم الاثنين لثلاث عشرة خلون من جمادى الآخرة إحدى شهور سنة تسع وسبعين وألف، أحسن الله ختامها وأكمل على أحسن نسق نظامها وذلك بالديار الهندية» (5).
وتولى خلال هذه المدة مناصب هامة في الدولة إلى أن توفى والده سنة
Shafi 8