80

Gandun Rai

رياض النفوس في طبقات علماء القيروان و¶ افرقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم و¶ فضائلهم وأوصافهم

Bincike

بشير البكوش

Mai Buga Littafi

دار الغرب الإسلامي

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

Inda aka buga

بيروت - لبنان

Nau'ikan

كبارهم وأشرافهم وشاورهم وقال لهم: «أرى أن ننزل بممس لئلا يركبنا من بالقيروان إذا التحم القتال فنهلك، فيكون عسكرنا بممس لأن ماءها كثير، فإن هزمناهم دخلنا معهم طرابلس وقطعنا آثارهم، وإن هزمونا كان الجبل منا قريبا فتحصنا به» فأجابوه إلى ذلك، فنزل ممس. وانتظره زهير أن يخرج إليه من القيروان، فلما رآه نزل ممس رحل زهير إليه ونزل بالقيروان وأقام بها ثلاثة أيام حتى استراح وأراح، وأراح أصحابه خيلهم، وزحف إلى كسيلة يوم الأربعاء (١٤٩) صباحا. فأشرف على عسكر (١٥٠) [كسيلة] (١٥١) في آخر النهار، فنزل، وبات الناس على مصافهم، فلما أصبح صلّى زهير غلسا [ثم زحف إليه بمن معه] (١٥٢) فالتقى القومان، فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كثر البلاء في الفريقين، فضرب الله في وجه كسيلة فانهزم هو وأصحابه، وقتلوا قتلا [ذريعا] (١٥٢) وقتل كسيلة بممس وتمادت العرب في طلبهم حتى سقوا خيلهم من «ملويّة» (١٥٣)، وادي طنجة. وفتح «شقّبنارية» (١٥٤) وقلاعا أخر، ورجع وقد فزع منه (١٥٥) جميع الروم والبربر. ثم إن زهيرا رأى بإفريقية رفاهة العيش وملكا عظيما فأبى من المقام، وقال: «إنما قدمت للجهاد، ولم أقدم لحب الدنيا»، فأراده رؤساء أصحابه على المقام فأبى، ورجع إلى المشرق (١٥٦)، ونزل ببرقة فكانت له بها وقائع كبيرة. ولما (١٥٧) بلغ الروم أن زهيرا خرج من برقة أمكنهم ما يريدون فخرجوا إليها في مراكب كثيرة وقوة عظيمة، فأغاروا عليها، فسبوا وقتلوا، فوافق ذلك قدوم زهير من

(١٤٩) كذا في الأصل والمعالم. ولعلّ صوابها: في اليوم الرابع كما في بقية المصادر. (١٥٠) في الأصل: العسكر. والمثبت من البيان والمعالم. (١٥١) زيادة من المصدرين المذكورين. (١٥٢) زيادة من المعالم. (١٥٣) نهر كبير مشهور بين أنهار المغرب: الاستبصار ص ١٩٣، ١٧٧. (١٥٤) هي مدينة «الكاف» اليوم. وشقبنارية، تعريب لاسمها الروماني: Sicca Vaneria ينظر: دروس الجغرافية ص: ١١٦ والروض المعطار ٣٤٨ - ٣٤٩. (١٥٥) في الأصل: وخرج. والمثبت من المعالم. وقريب منه عبارة صلة السمط والبيان وتاريخ إفريقية. (١٥٦) في الأصل: الشرق. والمثبت من المصادر. (١٥٧) النصّ في المعالم ٥٩: ١ وعبارتها أدق وأوفى: «وكانت الروم لما بلغهم أن زهيرا خرج غازيا إلى افريقية لقتال الروم والبربر، وأيقنوا أنه خرج من برقة أمكنهم ...» وقارن بما جاء في تاريخ =

1 / 47