Riyad Nadira
الرياض النضرة
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الثانية
أي: برك عليهن، ومنه الحديث: "شمتوا في الطعام" أي: إذا فرغتم فادعوا بالبركة لمن طعمتم عنده، ومنه تشميت العاطس.
قال أبو عمر: واختلفوا في مكث رسول الله ﷺ وأبي بكر في الغار؛ فيروى عن مجاهد ما روته عائشة في الحديث المتقدم في الباب قبله، فمكثا فيه ثلاث ليال وعليه جمهور المحدثين.
وروي في حديث مرسل أن النبي ﷺ قال: "مكثت مع صاحبي في الغار بضعة عشر يومًا ما لنا طعام إلا ثمر البرير -يعني ثمر الأراك" ولا يصح هذا وحمله على غار ثور غلط؛ فإنه كان طعامهم فيه ما تقدم ذكره وإنما كانت هذه القصة والله أعلم أيام كان ﷺ يعرض نفسه على قبائل العرب يدعوهم إلى الله ﷿ ويروى أن ثمر البرير كان طعام النبي ﷺ وصاحبه في سفر الهجرة.
وعن سعد بن هشام قال: لما قدم النبي ﷺ صلى بهم فقام رجل فقال: يا رسول الله أحرق بطوننا التمر فقال رسول الله ﷺ: "إني خرجت أنا وصاحبي هذا -يعني أبا بكر- ليس لنا طعام إلا حب البرير، فقدمنا على إخواننا الأنصار فواسونا في طعامهم وكان جل طعامهم التمر، وايم الله لو أجد لكم الخبز لأطعمتكموه". خرجه في فضائله وسعد بن هشام تابعي يروي عن الزهري وأنس وعائشة.
وعن ابن عباس قال: كان أبو بكر مع النبي ﷺ في الغار فعطش عطشًا شديدًا فشكا إلى النبي ﷺ فقال له النبي ﷺ: "اذهب إلى صدر الغار فأشرب" قال أبو بكر: فانطلقت إلى صدر الغار فشربت ماء أحلى من العسل وأبيض من اللبن وأذكى رائحة من المسك، ثم عدت إلى النبي ﷺ فقال: "شربت؟ " قلت: نعم قال: "ألا أبشرك يا أبا بكر؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: "إن الله ﵎ أمر الملك الموكل بأنهار الجنة أن يخرق نهرًا من جنة الفردوس إلى صدر الغار ليشرب أبو بكر" فقلت:
1 / 110