Riyad Nadira
الرياض النضرة
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الثانية
وبكيت فقال: "ما يبكيك؟ " قلت: ما والله على نفسي أبكي، ولكن أبكي عليك، فدعا عليه١ رسول الله ﷺ قال: "اللهم اكفناه بما شئت" قال: فساخت فرسه في الأرض إلى بطنها فوثب عنها ثم قال: يا محمد، قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهمًا، فإنك ستمر على إبلي وغنمي في مكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك، فقال رسول الله ﷺ: "لا حاجة لنا في إبلك" ودعا له رسول الله ﷺ فانطلق راجعًا إلى أصحابه، ومضى رسول الله ﷺ حتى أتينا المدينة ليلًا، فتنازعه القوم أيهم ينزل عليه رسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ: "إني أنزل الليلة على بني النجار أخوال بني عبد المطلب، أكرمهم بذلك" فخرج الناس حين قدمنا المدينة في الطريق وعلى البيوت من الغلمان والخدم يقولون: جاء محمد رسول الله ﷺ فلما أصبح انطلق، فنزل حيث أمر.
قال البراء: وكان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي فقلنا له: ما فعل رسول الله ﷺ؟ قال: هو في مكانه وأصحابه على أثري، ثم أتى بعده٢ عمر ابن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر فقلنا: ما فعل من وراءك رسول الله ﷺ وأصحابه؟ قال: هم الآن على أثري، ثم أتى بعده عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وبلال، ثم أتانا عمر بن الخطاب في عشرين راكبًا، ثم أتى رسول الله ﷺ بعدهم وأبو بكر معه.
قال البراء: فلم يقدم علينا رسول الله ﷺ حتى قرأ عشرًا من المفصل، ثم خرجنا تلقاء العير فوجدناهم قد حذروا. أخرجه بتمامه أبو حاتم وأخرج الشيخان وغيرهما من حديث الهجرة إلى بلوغ المدينة.
١ على الطلب. ٢ المعروف أنه عبد الله ابن أم مكتوم، وأم مكتوم أم أبيه، وأبوه شريح بن مالك.
1 / 112