الأم هي «جوليا جاكسون داكوورث»
5
من نسل عائلة «داكوورث» التي اشتهرت بريادتها عالم الطباعة والنشر. كان لأسرة فرجينيا اهتمام بالتيارات الفكرية والفنية السائدة آنذاك حتى إن بعض أشهر الفنانين - ما قبل الرافائليين - وقتها أعجبوا بجوليا (الأم) ورسموا بورتريهات عديدة لها.
كان أبوها صديقا لكل من «هنري جيمس»، «تينيسون»، «ماثيو آرنولد»، و«جورج إليوت». على أنه، برغم ثقافته الواسعة، وفق عادة تلك الأيام، قد دفع فقط بشقيقيها، «أدريان وثوبي»، إلى التعليم النظامي في المدارس والجامعات، في حين تلقت «فرجينيا» وشقيقتها «ڤينيسا» (التي ستغدو الرسامة فينيسيا بيل فيما بعد) تعليمهما في المنزل بحي هايد بارك جيت،
6
واعتمدتا على مكتبة أبيهما الضخمة لتحصيل الثقافة والعلوم.
علقت المرارة بروح فرجينيا، على نحو ذاتي، استياء من عدم ذهابها إلى المدرسة، وعلى نحو موضوعي أعم، استياء من عدم المساواة في معاملة الولد والبنت؛ احتجاجا على ما تنطوي عليه تلك التفرقة من دلالة تشي بصغر قيمة المرأة في نظر المجتمع، ومن ثم انحطاط نظرته إلى فكرها وشكه في جدارتها الذهنية للتعلم. وكذلك ساءها استكانة المرأة ذاتها، وقبولها الأمر على ذلك النحو السلبي غير المقاوم، وانصياعها لذلك التمايز وكأنه مسلمة لا جدال فيها. وقد عبرت عن تلك الفكرة في كثير من مقالاتها المؤيدة للحركات النسوية التحررية. ثمة صدمات عنيفة في طفولة وولف وشبابها ظللت حياتها بمسحة حزن لازمتها حتى لحظة انتحارها في النهر عام 1941م. أولا التحرش الجسدي من قبل أخيها غير الشقيق «جيرالد داكوورث»، ثم موت أمها في فجر مراهقتها (تلك الحادثة كانت الإرهاصة المباشرة التي سببت انهيارها العقلي الأول). أخذت أختها غير الشقيقة «ستيللا داكوورث» مكان الأم لها، لكنها لم تلبث أن ماتت أيضا بعد أقل من عامين، كما عايش «ليزلي ستيفن»، الأب، موتا بطيئا مؤجلا منذ داهمه السرطان. وفي الأخير تزامن موت شقيقها «ثوبي» عام 1906م مع توغل الانهيار النفسي والعقلي المزمن بها، فرافق حياتها ولم يفرقهما غير الموت.
إثر موت أبيها عام 1904م، ضرب المرض العقلي فرجينيا للمرة الثانية وحاولت الانتحار. ثم انتقلت مع شقيقتها «ڤينيسا» وشقيقها «آدريان» إلى منزل في مجاورة «بلوومز بيري»
7
جوار المتحف البريطاني وسط لندن؛ البيت الذي سيصبح فيما بعد مركزا لنشاط «جماعة بلوومز بيري» الأدبية
Shafi da ba'a sani ba