============================================================
اتاه الله علما ودرجة جزاء وفاقا ولهذا ينال البشر في الرقي ما لا يناله الملك الذي لا نفس له ولا شيطان (وترفع حجاب البعد عنا بمباينتهما وترك ما يريدان متا) لأنا إذا في جهاد كبير معهما وقد وعد سبحانه المجاهدين هداية سبله فقال تعالى، ان الذين جاهدو فينا ل نهديتهم سبلنا، ثم استشهد بالآية الكريمة على جزاء مخالفة النفس والشيطان فقال تاليا عن ربه (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة) وهي جنة القرب والمعرقة (هي المأوى) لا غيرها (طوبى للخاثفين الذين يخافون مقام ربهم) ثم استشهد لجزاء ضدهم بقوله (وأما من طغى) من امر ربه (واثر الحياة الدنيا) على معرفة ربه وسجمة قربه واتبع نفسه وشيطانه (فان الجحيم هي المأوى) لا غيرها (ويل يومئذ للمكذبين)، الذين يكذيون بيوم الدين وبما وعد الله المتقين، (واتركوا سبيل الغفلة والجهلة) فان سبيلهم موصلة الى الشقاء قال تعالى، ولا تكن من الغافلين، وقال، واعرض عن الجاهلين، فان صحبة هؤلاء صاب بل سم ومناوأتهم بنسم (واخلصوا نياتكم) فانما الاعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوي (و) خلصوا (ظواهركم وبواطنكم عن حب ما في الكون) فلا تشغلوا ظواهركم بمحاولة اكتسابه وبواطنكم بحبه والقلق على ما فات والخوف على ما حصل منه (في هذا اليوم يوم المهلة) اي فاغتنموا الفرصة في مدة مهلتكم ولا تضيعوها باشتغال حب الدنيا (وسارعوا الى مغفرة من ربكم) اى ستريستر وجوداتكم عن شهودكم اياها فلا تشهدوا سواه (وجثة عرضها السموات والارض) وهي جنة العرفان (واسعوا الى ذكر الله) الذي قام بأمره المرشدون اهل الطرق (وذروا ظاهر الاثم وباطنه) فقد امركم سبحانه بذلك (فمن عمل بما اشرتا) اليه من اعمال البر والخير (وترك ما نهى الله عنه) من المحرمات (نازل به) اي العمل بما اشار اليه وترك مانهى الله عنه (منه) سبحانه (جل جلاله فضله الأتم ووصل به) اي بذلك العمل والترك (اليه تعالى شأنه وإذا يعرف الل كما يعرف نفسه) لأن من عرف نفسه عرف ربه، وبالمكس ولا يلزم من ذلك ان يعرف ربه كما هو عليه سبحانه، اذ العارف لا يعرف نفسه كما هي حتى يعرفه كما هو(ويشهد الله) بعين بصيرته (شهودا يقينيا) لا ريب فيه فيكون ايمانه عن شهود لا تقليد، (ويتوره الله بنور ذاته) فيتجلى عليه بالتجلي الذايي (وصفاته الكاملة) اي ويتجلى عليه بالتجلى الصفات فتضمحل ذاته وصفاته بصفاته فلا يشهد من نفسه الا نور الحق القائم به المذكور بقوله تعالى ، الله نور السموات والارض، اي وجودها الذي به ظهرت من ظلمة العدم والنور لا يرى لشدة الظهور بل يرى به فلو رأى لكان حجابا على
Shafi 78