أحسبك (^١) أزريت، وبهذا الجيل البجيل ازدريت، وما دريت، أنهم الصهب الشهب، ليسوا بعرب، ذوي أينق جرب، أساورة، أكاسرة، مجد، نجد، بهم (^٢)، لا رعاة شويهات ولا بهم (^٣)، شغلوا بالماذى والمران، عن رعي البعران، وبجلب العز، عن حلب المعز، جبابرة، قياصرة، ذوو المغافر والدروع، للتنفيس عن روع المروع، حماة السروح، نماة الصروح (^٤)، صقورة، غلبت عليهم شقورة (^٥)، وشقورة الخرصان، لكنهم خطبة بالخرصان (^٦).
ما ضرَّهم أن شهدوا مجادا (^٧) … أو كافحوا يومَ الوغى الأندادا
ألاَّ يكون لونهم سوادا
أرومة روميّة، وجرثومة أصفريّة (^٨).
فمتهم ذوو الأحساب والمجد والعلى … من الصُّهب لا راعو غضًا وأفانِ (^٩)
من القدم، الماس الأدم، لم تعرق فيهم الأقباط، ولا الأنباط، حسب حري، ونسب سري، أمكم لأمنا كانت أمة، إن تنكروا ذلك تلفوا ظلمة، ولا تهابل (^١٠)، في التكايل، فما سسنا قط قرودا، ولا حكنا برودا (^١١)،