Sakon Iblis
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
Nau'ikan
وذكر شيخنا أبو الحسن أنه يجوز أن يعذب الله الأنبياء والأبرار ويثيب الفراعنة ، ويكون عدلا منه فسرني قوله وقلت : مرحبا به وبقوله !
وأنكرت المعتزلة ذلك وتلوا الآيات وقالوا : هذا لا يفعله لأنه أخبر أنه لا يفعله ، وقالوا : إذا جاز له خلف الوعد فما الأمان ؟
قص مجبر فقال : يوم القيامة يغفر لجميع مذنبي أمة محمد - صلى الله علية وآله وسلم - ثم ينادى : يا عبادي ! أبمثل هذا أتيتموني ؟ إن كان لكم غناء عن الطاعة ، فما بالكم لم تأتوني بالمعاصي لأغفر لكم ؟ قال معتزلي : هذا أغراء بالمعاصي . فقال : رغما لكم !
ويحكى أن مجبرا حضرته الوفاة وعليه ديون جمة ، فجمع أولاده وقال لهم : قد علمت أني من إحدى القبضتين فاحتفظوا بمالكم ولا تقضوا عني شيئا من ديوني ، فإني إن كنت من أهل الجنة لا يضرني شيء ، وإن كنت من أهل النار لا ينفعني شيء . فقال معتزلي : هذا اعتقاد جميعكم ؟ قالوا : نعم . قال : بئس الاعتقاد وبئس الزاد ليوم المعاد .
وسأل عدلي مجبرا - يسمى عبدالله بن داود - قال : أليس عندكم أن العبد أتى في كفره من قبل الله ، وأطفال المشركين يعذبون بذنوب آبائهم ؟ قال : بلى . قال : أفكلكم يقول هذا ؟ قال : تعن . قال : فبأي ذنب هذا ولا ذنب من قبله ؟ تبا لكم ! ما تقول في مشرك ولد له ابن ومات الابن ثم أسلم المشرك ، كيف حاله ؟ قال : المشرك الذي أسلم في الجنة وطفله في النار . قال : تبا لهذا القول ، أليس بذنب أبيه أخذ ؟ فما باله غفر له ولم يغفر لولده ؟
قال عدلي لمجبر : أليس عندكم يحمل ذنوب المسلمين على الكفار ؟ قال : نعم . قال : فالمعاصي أنفع وأحسن لأنه يحمل على الكفار فيغمهم ! فقال : إذا يحمل عليه ذنبه لأنه خلقه ؟ قال : نعم !
Shafi 80