Sakon Iblis
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
Nau'ikan
وكان لمجبر غريم عدلي فقال : أعطني حقي . فقال : لا أقدر على أن أعطيك حقك ! فقال المجبر : أنا الآن أقول بقولك , نعم تقدر أن تعطيني . فقال : ما تصنع بمذهب لا يمكنك معه أن تقاضي غريمك ؟ دعه واسترح !
وسأل رجل سلام القاري أبا المنذر فقال : ما تقول في رجل قائم في الماء حلف بطلاق امرأته أنه لا يقدر أن يتوضأ للصلاة ؟ فقال له : يا قدري الخبيث ! فقيل له : أن هذا قرشي . فقال : يا بن أخي ! طلقت امرأته . فقال : تركت مذهبك .
وذكر أبو موسى المردار فقال : أجعل كلام المجبرة القدرية حجة عليهم في كل شيء , إذا قال أحدهم افعل كذا فقل هل أقدر عليه ؟ فإن قال نعم ترك مذهبه , وإن قال لا فقل فلم تأمرني بما لا أقدر عليه ؟
وقال عدلي لمجبر : أليس الله تعالى يقول { وزين لهم الشيطان أعمالهم } ؟ فالتفت إلى قوم عنده وقال : انظروا إلى هذا يزعم أن الشيطان يقدر أن يعمل شيئا . يا أحمق ! هذا نص الكتاب وليس بقولي . فانقطع .
وسأل عدلي مجبرا عن قوله تعالى : { وما منع الناس أن يؤمنوا } ما معناه على قولك ؟ قال : هذا لا معنى له , إذا كان هو المانع فما معنى السؤال ؟ قال السائل : أيمنعهم ثم يسألهم ؟ قال : نعم قضى على عباده بالسر ما منعهم في العلانية وأوعدهم عليه. فقال السائل : أيكون هذا فعل حكيم ؟ ثم قال : فما معنى قوله تعالى : { وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر } وإن كان هو منعهم ؟ قال : استهزأ بهم ! قال : فما معنى قوله { ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم } ؟ قال : قد فعل ذلك بهم وعذبهم من غير ذنب جنوه , بل ابتدأهم بالكفر ثم عذبهم عليه , وليس للآية معنى . فقال : هذا رد لكتاب الله تعالى . فقال : أيش أصنع إذا كان هذا هو المذهب ؟
Shafi 57