وحضر غلام عبدالله بن داود _وكان مجبرا_ مجلسا , فقرأ قارئ { ما منعك أن تسجد } , قال : هو الله منعه , ولو قال إبليس ذلك كان صادقا ,وقد أخطأ إبليس الحجة , ولو كنت حاضرا لقلت : أنت منعته . فقال معتزلي من طرف المجلس : بعدا لك وسحقا ! أتحتج لإبليس ولم يحتج لنفسه ؟ فانقطع . فقرأ قارئ {وأن عليك لعنتي إلى يوم الدين } فقال المعتزلي : معاشر المجبرة ! أليس الله تعالى قد لعن أشياء وأقواما ؟ قالوا : بلى . قال : فهل في العالم غيره وغير خلقه ؟ قالوا : لا . قال : فيلعن نفسه أو خلقه ؟ فتحير القوم وانقطعوا .
وقال معتزلي لمجبر الزنا خير للزاني أم تركه ؟ فقال : الزنا . قال : لم ؟ قال : لأن الله قضى ذلك عليه , وقضاء الله له خير ! فقال: تبا لك ! أتقول أن الزنا خير من الإحصان ؟
ونظيره ما يحكى عن بعضهم أنه قال : لزنية أزنيها أحب إلي من عبادة الملائكة ! فقيل له : ولم ؟ قال : لعلمي بأن الله تعالى قضاها علي , ولم يقض إلا ما هو خير لي .
Shafi 33