وقد يعيش أكثر هؤلاء بهذه الشخصية الهستيريونية مستترة وبلا أعراض مرضية حتى يصطدموا بما يجرحها.
وأسوق ختام هذا الحديث للأمهات والآباء أن أعراض الهستيريا قد تبدو في أي سن فيما بين الطفولة والمراهقة.
ولقد بينت سابقا أن أصحاب الشخصية الهستيريونية تبدو عليهم ملامحها مبكرة، وإذا لم تتبين في أعمال الطفل فإنها تتبين في كيفية لعبه، أما بعد نضج الإدراك فإن هذه الشخصية قد تصطدم بما يطبعها بطابع مرضي، إما في البيت أو في المدرسة، ففي البيت يكون أول عامل وجود نزاع عائلي دائم أو أب سكير أو أم صخابة، وفي المدرسة تصطدم بالمعلم القاسي الجاف أو بالرفاق العابثين.
فإذا كان الطفل خارجي النزعة فأول ما يصيبه هو أن يفقد الثقة، ويطوي نفسه على خوف وشك، فيغطي ذلك بالصياح والضجيج لينال أغراضه، أما إذا كان باطني النزعة فإنه يلجأ إلى العزلة والانفراد، وقليلا ما يصاب الأطفال والمراهقون بأعراض جسدية من الشلل وفقدان الإبصار والبكم.
وعلاج هاته الحالات يتوقف على فهم الأمور جيدا، فيجب من أول الأمر أن يفهم الوالدان أنه إذا تمكن الصبي من بلوغ أغراضه بطريقته هذه، فذلك أمر في منتهى الخطورة؛ فعليهما أن لا يمكناه أبدا.
وعليهما في الوقت ذاته أن يفهما أن نفس الصبي مطوية على خوف، وعليهما أن يعيناه ويشجعاه على احتمال المواقف الجديدة، وفي ذات الوقت عليهما أن يهتما بدورة حياته اليومية في المدرسة من معلمه ومن رفاقه، وعليهما كذلك أن يعلما أن البيت الهادئ الرزين هو أول واق من الأمراض النفسية.
رسالة السعادة
لا شك أن السعادة في حياتنا هي غاية الغايات.
ولكن ما هي السعادة؟
هي كلمة من تلك الكلمات الغامضة التي لا يمكن أن نعرفها تعريفا محيطا دقيقا، كلمة السعادة ككلمة الشعر ككلمة الحب.
Shafi da ba'a sani ba